كثير من اللاعبين في حقب مختلفة خلفوا وراءهم مهد الموهبة، ووطن البداية، وتركوا أنديتهم التي تربوا فيها وعرفوا من خلالها ووصلوا عبرها لقمة النجومية، ثم انتقلوا لأندية أخرى فكانت نهايتهم الكروية حزينة ، بل إن البعض منهم تنقل لأكثر من نادي حتى طواه النسيان ، في المقابل هناك كثير من اللاعبين بدأ اللعب واعتزل مع أنديتهم ذاتها التي عرفوا بها ، فتركوا خلفهم ذكرى عطرة، وأتذكر جيدا في عام 1979حين قدم نادي الكويت عرضا ضخما جدا في ذلك الوقت لأفضل المهاجمين في الكرة الكويتية فتحي كميل للانتقال مقابل 80 ألف دينار، وهذا المبلغ في ذلك الوقت يساوى الآن مليون دينارا ولكن كميل رفض العرض ولم يتم الانتقال بالرغم من أنه كان يلعب لأحد الأندية المغمورة، وغيره كثير من أفضل المهاجمين لم يفكروا بالانتقال أيضا منهم الإماراتي الشهير عدنان الطلياني الذي بقى في ناديه الشعب حتى لحظة اعتزاله ، حتى أن لاعبا كبيرا مثل يوسف الثنيان بقى بديلا في الكثير من المباريات مع الهلال ولكنه لم يفكر بالانتقال، وقرأت كما قرأ غيري عن تفكير اللاعب محمد نور بالانتقال من نادي الاتحاد الذي لولاه لما عرفته الجماهير، ثم كيف يفكر نور بمثل هذا القرار وهو في الثلاثين من عمره ؟ وكم يتوقع أن يبقى في الملاعب ؟ وهل يطمئن إلى أن من سيدفع ملايين الريالات لشرائه سيتركه (يتغلا ويزعل)كما يفعل مع الإتحاد، بل ستتم محاسبته حتى لعدم ظهوره بمستوى جيد في أي مباراة يلعبها ؟! حيث عليه أن يفتح صدره للتعنيف واللوم، ورأسه لصداع النتائج ، وسيكون مكانه تحت المجهر مراقبا ومحاصرا ، كنت أتمنى من نور أن يختم حياته الرياضية في عشقه الأول، فريق الكل يتمنى أن يلعب فيه ، ، وأقولها لنور بصوت عال لا تفعلها ، لا تفعلها ولو منحوك الذهب ، ربما لو أقدمت على ذلك ستخسر كل شئ ، نفسك ، واحترام جمهورك وتاريخ من نور تعبت يانور في صنعه ، ، فلم يبق من مشوارك الكروي في الملاعب قدر ما مضى بحكم السن.
شربكة دربكة من مقدمي البرامج الملفتين للنظر في القناة الرياضية السعودية بدر الفرهود، يملك الحضور والقدرة على إدارة دفة الحوار بتمكن من خلال البرنامج الناجح(الدليل القاطع) كما أن مادة البرنامج معدة بشكل جيد شعرت بذلك في الحلقة التي استضافت أيمن نصيف نائب رئيس نادي الإتحاد الذي كان يلف ويدور كثيرا في أجاباته على أسئلة المقدم !!
لم يعد الأهلي السعودي فريقا ممتعا يخطف الأنظار، كما كان أيام محمد عبدالجواد وأمين دابو وحسام أبوداوود وخالد مسعد وعبدالله سليمان ومحمد شليه وحسين عبد الغني وآخرون، عبر أجيال مختلفة من اللاعبين الذين حققوا أفضل الأنجازات لفريق كان يجبرك أن تتابعه حتى وأنت تقف أيضا .
عندما كنا في المرحلة المتوسطة كان معنا طالب كثير الغياب، وكلما سجل المدرس أسماء الحضور وذكر أسم( مضحي) كنا نقول كلنا بصوت واحد غياب ياأستاذ ، دون حتى أن نلتفت لنرى إن كان (مضحى )موجودا أم لا، تذكرت هذا الموقف وأنا أقرأ أن اللاعب خالد عزيز حوله مدرب الشباب إلى الفريق الرديف لكثرة غيابه عن التدريبات، فما فعله مع الهلال يكرره مع الشباب ..غياب يا أستاذ !!
محمد الشلهوب قمة في الأخلاق والمستوى الراقي والتواضع ، نموذج جميل وفريد للاعب السعودي المتكامل الذي يجبرك على احترامه داخل وخارج الملعب ، حتى إنه جدد عقدة مع ناديه بكل هدوء ودون ضجة أو افتعال أزمة أو حتى مماطلة . أخر شربكة: ياكثرما شال الصدر هم وهموم شاب الشعر بس العزم فينى راسى.