عندما يستطيع المجتمع أن يستفز مواطنًا فقيرًا، بسبب ديونه المتراكمة، في الوقت الذي تنفق فيه الملايين على عتق الرقاب، فهذا بلا شك أمر جد خطير، حيث إن ذلك مثالاً لكثيرين أثقلتهم الحياة بأعبائها وحاصرتهم الديون بهمومها، يستفزهم أن يدير المجتمع لهم ظهره في الوقت الذي يفتح ذراعيه للقتلة ليجعل من الملايين طوق نجاتهم من جرائمهم. الكاتب خالد السليمان بصحيفة “عكاظ” فتح هذا الملف في مقاله وتحدث عن تجارة عتق رقاب القتلة وأكد أنه ليس ضد العتق لكنه ضد تحويل الأمر إلى متاجرة بالرقاب، وسوق سمسرة يسرح فيه شريطية الموت للتكسب على حساب الأرواح والمشاعر! يقول السليمان ” ويحكي لي أحد الأصدقاء أن «جماعته» يرهقونه وأبناء عمومته بطلبات المساهمة في جمع الديات لعتق رقاب القتلة ودفع تعويضات مرتكبي جرائم الاعتداءات في الوقت الذي لا يلتفتون بنفس الحماسة لإعانة الأسر المحتاجة والفقيرة من أبناء العشيرة، أما من يتأخرون في التجاوب مع مثل هذه الطلبات مهما كانت ظروفهم المادية فإنهم مهددون بالعزلة وتشويه السمعة!”. وبالتأكيد فإن مساعي عتق الرقاب أصبحت تجارة يحكمها الجشع وتحركها النفوس الطامعة بأجر الدنيا لا أجر الآخرة.. لكن لنعترف أن المجتمع هو من سمح بهذه التجارة، فلا سوق سوداء بدون بائع ومشترٍ وحاضر قسمة! وفيما يلي نص المقال كاملاً: تجارة رقاب القتلة! يقول في رسالته التي أرفق فيها صكين لدين مجموعه 51 ألف ريال إنه يشعر بالاستفزاز في كل مرة يقرأ فيها خبرا عن تبرعات بالملايين لعتق رقاب القتلة في الوقت الذي لا يجد فيه من يعينه على سداد دينه المتراكم بسبب إعالته لعدة أسر تحمل مسؤوليتها منذ سنوات مراهقته! إنه مثال لكثيرين أثقلتهم الحياة بأعبائها وحاصرتهم الديون بهمومها، يستفزهم أن يدير المجتمع لهم ظهره في الوقت الذي يفتح ذراعيه للقتلة ليجعل من الملايين طوق نجاتهم من جرائمهم! ولست هنا ضد عتق الرقاب والسعي بالخير عند أولياء الدم، لكنني ضد تحويل الأمر إلى متاجرة بالرقاب، وسوق سمسرة يسرح فيه شريطية الموت للتكسب على حساب الأرواح والمشاعر! وفي بعض المجتمعات العشائرية أصبح الأمر جحيما للكثير من أبناء العشيرة الذين يكافحون لمواجهة مسؤوليات الحياة ومتطلباتها بينما تثقلهم الأعراف بتحمل نتائج أخطاء غيرهم، ويحكي لي أحد الأصدقاء أن «جماعته» يرهقونه وأبناء عمومته بطلبات المساهمة في جمع الديات لعتق رقاب القتلة ودفع تعويضات مرتكبي جرائم الاعتداءات في الوقت الذي لا يلتفتون بنفس الحماسة لإعانة الأسر المحتاجة والفقيرة من أبناء العشيرة، أما من يتأخرون في التجاوب مع مثل هذه الطلبات مهما كانت ظروفهم المادية فإنهم مهددون بالعزلة وتشويه السمعة! لقد أصبحت مساعي عتق الرقاب تجارة يحكمها الجشع وتحركها النفوس الطامعة بأجر الدنيا لا أجر الآخرة.. لكن لنعترف أن المجتمع هو من سمح بهذه التجارة، فلا سوق سوداء بدون بائع ومشترٍ وحاضر قسمة!