زادت النقاشات المتعلقة بماهية الفائز بجائزة الكرة الذهبية التي تقدمها مجلة فرانس فوتبول الشهيرة، وجائزة الأفضل المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، عن موسم 2020-2021، وذلك قبل أكثر من 5 أشهر على الإعلان عن الفائز بهما، وذلك بسبب وجود أكثر من مرشح للفوز بأي من الجائزتين هذا العام، بعد موسم شهد العديد من المفاجآت. ومع انتهاء كل البطولات القارية والمحلية والدولية للمنتخبات والأندية، والكشف عن الفائزين بأبرز المنافسات في عالم كرة القدم، وعلى رأسها دوري أبطال أوروبا وكأس الأمم الأوروبية وكوباأمريكا، بدأت قائمة المرشحين المتوقعين في الاتضاح بشكل أكبر. وكان عام 2020 شهد حجب الكرة الذهبية، بعدما اعتبر المسؤولون في مجلة فرانس فوتبول، أن الموسم لم يشهد مساواة في الظروف بين كل المرشحين بسبب الأحداث الاستثنائية التي عانى منها العالم، بعد انتشار جائحة كورونا في أغلب دول العالم، وهو ما أثر بالسلب على عالم الرياضة، بينما كانت جائزة "الأفضل" التي يقدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم من نصيب المهاجم البولندي، روبرت ليفاندوفيسكي. وتفوق ليفاندوفسكي على النجمين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، بعدما توهج مع بايرن ميونخ، وفاز بكل البطولات خلال موسم 2019-2020، ليفوز ب52 صوتاً في التصويت الخاص بالجائزة مقابل 38 لرونالدو و25 لميسي، وهو الأمر الذي اعتبره الكثيرون مستحقاً بعد الموسم المذهل الذي قدمه مع الفريق "البافاري". ماذا سيحدث في 2021؟ واختلفت الأوضاع بشكل كامل في عام 2021؛ فلم ينجح أي لاعب في التفوق على الجميع بشكل واضح، ولم يسيطر أي فريق على المشهد الكروي في القارة العجوز، وهو ما فتح الباب أمام جميع الاحتمالات، وجعل قاعدة اختيار المرشحين أكبر وأكثر تنوعاً من أي عام مضى. ومع إمكانية غياب كريستيانو رونالدو عن الترشيحات، بعد موسم متواضع مع يوفنتوس الإيطالي، والخروج من ثمن نهائي كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) مع منتخب البرتغال، مازال ميسي من أبرز المرشحين للتواجد بين أبرز المرشحين للفوز بالجائزتين، بعد التألق مع منتخب بلاده، والتتويج بكوباأمريكا، وهي أول بطولة يفوز بها مع المنتخب الأول على مدار مسيرته، بالإضافة إلى فوزه بلقب هداف الدوري الإسباني الموسم الماضي برصيد 30 هدفاً. وقد يكون الأمر الوحيد الذي يؤثر على حظوظ ميسي في المنافسات، هو الموسم المتواضع لبرشلونة في مختلف البطولات. بعدما اكتفى بالتتويج بكأس الملك فقط، وودع منافسات دوري أبطال أوروبا بشكل مبكر، بينما احتل المركز الثالث في الدوري المحلي. وبعد تحقيق اللقب الأول له مع منتخب بلاده، وتألقه على الصعيد الفردي مع البرسا، يرى الكثيرون أن ميسي يستحق أن يكون المرشح الأول للفوز بالجائزتين هذا العام، ليضيفهما إلى قائمة طويلة من الجوائز التي فاز بها على مدار مسيرته وبينها جائزة الكرة الذهبية مرتين. بالإضافة إلى قنصه لجائزة أفضل لاعب كرة قدم في العالم (اسم الجائزة التي دمجت فيها الكرة الذهبية مع جائزة "فيفا" 4 مرات، بالإضافة إلى فوزه بجائزة الأفضل مرة وحيدة عام 2016. أبرز منافسي ميسي وفي الوقت الذي يرشح فيه الكثيرون ميسي للفوز بالكرة الذهبية هذا العام، يرى آخرون أن الجائزة يجب أن تكون لصالح لاعب نجح في التألق بشكل لافت مع منتخب بلاده وفريقه على حد سواء، وكان من أبرز أسباب تتويج تشيلسي الإنجليزي بدوري أبطال أوروبا وإيطاليا بكأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) وهو نجم خط الوسط المدافع، جورجينيو. كان جورجينيو هو الفائز الأكبر في منافسات الموسم الجاري، وذلك بعدما حقق اليورو و"التشامبيونز" في نفس العام، وكان له عامل الحسم في معظم المباريات التي شارك فيها خلال البطولتين، وهو ما دفع وسائل الإعلام الإيطالية لاعتباره المرشح الأول للتتويج بالجائزتين. ودعم أسطورة الكرة الإيطالية جيانفرانكو زولا في تصريحات صحفية أكد فيها أن اللاعب نجح في المساهمة في اكتساب الفرق التي يلعب لها التوازن المطلوب في وسط الملعب بين الهجوم والدفاع وأنه يستحق التتويج بالكرة الذهبية لأنه قدم مستويات رائعة مع منتخب بلاده وفريقه، وهو ما يجب أن يتم وضعه في الحسبان. وتضم قائمة المرشحين أيضا العديد من النجوم الآخرين، ومن بينهم حارس المرمى الإيطالي الشاب، جيانلويجي دوناروما، الحاصل على جائزة أفضل لاعب في اليورو، بعدما كان أحد الأسباب الرئيسية لتتويج إيطاليا باللقب، بالإضافة إلى تألقه مع فريقه السابق ميلان، الذي احتل الوصافة في الدوري وتأهل بعد غياب إلى دوري أبطال أوروبا. ويضاف إلى القائمة النجم البرازيلي نيمار، الذي ساهم في تأهل منتخب بلاده إلى نهائي كوباأمريكا قبل الخسارة أمام الأرجنتين. ولكنه فشل في الفوز بالدوري مع باريس سان جيرمان، وهو نفس الوضع الذي ينطبق على كيليان مبابي، الذي عانى من سوء حظ كبير مع فرنسا، بعد إهداره ركلة ترجيح حاسمة أمام سويسرا، ودع منتخب بلاده بسببها منافسات اليورو. ويبرز في القائمة أيضا ليفاندوفسكي، المتوج بجائزة الأفضل العام الماضي، وذلك بالرغم من خروج منتخب بلاده المبكر من اليورو، إلا أنه واصل تألقه مع بايرن ميونخ على الصعيد المحلي، وتوج معه بلقب الدوري، قبل أن يودع منافسات دوري أبطال أوروبا أمام سان جيرمان. ومازال أمام اللاعبين المذكورين وآخرين الانضمام للقائمة أو دعم حظوظهم، في ظل تبقي نصف موسم كامل من أجل تقديم مستويات مميزة ولفت الأنظار للمنافسة على جائزتي الأفضل في العالم والكرة الذهبية، ولكن المنافسة حتى الآن قد تكون على أوجها بين ميسي وجورجينيو.