كاتبة وشاعرة وقاصة وروائية تنقلت في عدد من الصحف السعودية المحلية. كتبت في عدة مجلات عربية تعّد من أكثر الروائيات السعوديات إثارة للجدل ، صدر لها عدة أعمال أهمها نساء عند خط الاستواء وملامح ، ولن أبكي ، تُرجمت بعض قصصها القصيرة إلى اللغتين الفرنسية والهولندية دائما ما تأخذ مقالاتها منحى اجتماعي وإنساني أجرينا مع الروائية زينب حفني هذا الحوار عن أهم القضايا التي تواجه المرأة السعودية : - المرأة السعودية نجحت في الخارج وتفوقت واختفت في الداخل من المسؤول إعلامنا أم ثقافتنا؟ المسئولية تقع مناصفة على الطرفين. فإعلامنا ما زال يقترب من إنجازات المرأة السعودية على استحياء كونه إعلام مُسيّس خاضع لمؤسسة العيب والحرام التي تتعامل مع المرأة بحذر وتوجّس!! وعلى أنها مخلوق يجب توريته عن الأعين حتّى لا يُصاب بالعمى كل من يلمح طرف ثوبها!! ثقافتنا هي الأخرى مسئولة عن هذا التجاهل كون الأغلبية الساحقة في مجتمعنا لم تتعوّد على أن يكون للمرأة السعودية صوت جهوري لا تطغى عليه نبرة الحياء، وهو ما جعلها تتحاشى الاقتراب من هذه الشخصية الجديدة التي أثبتت قدرتها على الصمود. لكن تفوّق المرأة السعودية في الخارج سينعكس بلا شك إيجابا عليها في الداخل مع مرور الوقت. وخذ كلامي بجديّة في أن مفهوم العيب المرتبط بوضع المرأة حاليّا سيتلاشى تدريجيّا مع ارتفاع نسبة التعليم وانتشار الوعي الفكري وذوبان الحواجز بين بلدان العالم. - هل تعتقدين أن المرأة السعودية يمكن أن تكون فاعلة في مركز قرار؟ المناخ العام السائد في السعودية ليس مؤهلا بعد لأن تكون المرأة فاعلة في مركز القرار على الرغم من الإضاءات المبشرة التي نراها بين حين وآخر بفضل القيادة العليا المتمثلة في جلالة الملك عبد الله وتمسكه بإعطاء الفرصة كاملة للمرأة لتثبت قدراتها. المشكلة تكمن من وجهة نظري في أن التحديث الاجتماعي في مجتمعنا السعودي بطيئا مقارنة بالتحديث الاقتصادي والعمراني، وما زال أغلبية المجتمع السعودي لا يتقبّل فكرة تواجد المرأة في مراكز القرار نتيجة سيطرة أعراف وتقاليد عقيمة، ساهم في ترسيخها أصحاب الأفكار الدينية المتطرفة التي لم تزل متمسكة بمعتقداتها!! وهنا يأتي دور المثقفات والناشطات السعوديات بوجوب مواجهة قوى الظلام والتشبث بحقهن في تأسيس إتحاد نسائي يُصبح منبر قوي يُخاطبن من خلاله مؤسسات الدولة لترسيخ مطالبهن المدنية. - رواياتك دائماً ما تضع المرأة السعودية في موقف الضعف واغتصاب الرجل لحريتها هل مازلت على موقفك أم تغير بمرور الزمن وذلك ما نشاهده من التغير الثقافي إلى حد ما؟ قضية المرأة في كافة بلداننا العربية متشابهة في مضامينها لكن الاختلاف ينبع من وجود قوانين وضعية في الدول العربية الأخرى تحفظ حقوق المرأة وتحترم آدميتها. لا تنسى بأن كافة مجتمعاتنا العربية ذكوريّة بامتياز وإن كانت بنسب متفاوتة!! عندما أكتب قصة أو رواية فأنا أهدف من وراءها إلى الغوص بعمق في هموم المرأة الحياتيّة. أنا لا يهمني المرأة المترفة أو تلك التي لا تعبأ بما يجري داخل مجتمعها، وتضع إذنا من طين وإذنا من عجين لمجرد أنها تتكئ على وسائد مخملية!! أنا أسلّط الضوء على المرأة المستعبدة المقهورة اجتماعيا والمطحونة ماديّا وانعكاس ذلك على صحتها النفسية!! - دائما ما تتسم رواياتك بالجرأة والصراحة في معالجة قضايا المرأة السعودية وهذا لم نعهده في مجتمعنا هل بدأت نتائجها تتحقق في الوقت الراهن. عندما بدأتُ الكتابة منذ أكثر من عقدين كان المجتمع ينظر إلى أدبي على أنه أدب منحل خارج عن المألوف، ولذا واجهتُ في بداياتي هجوما عنيفا!! كتاباتي مقارنة بما يُنشر اليوم من أدب مبتذل هو أدب معتدل الرؤيا والطرح. لكنني سعيدة لأنني كنتُ السبّاقة إلى كشف المستور وفي إماطة اللثام عن سلبيات مجتمعي وفي طرح قضاياه بقوة وجسارة. -يرى الكثير إن هامش الحرية الممنوحة للمرأة السعودية في ارتفاع متزايد في الوقت الحالي بالرغم من الصعوبات التي تواجهها بسبب الموروث الثقافي في مجتمعنا. بلا شك هناك حراك اجتماعي قوي صار يحدث داخل السعودية على الرغم من الصعوبات التي تواجهها المرأة من المتشددين الذي يريدون الوقوف في وجه تيار التغيير. تأكد بأن القافلة ستسير في نهاية الأمر وإن أعترضتها العواصف العاتية، أو حاول نهبها قاطعي الطرق!! فمن الصعب إخماد صوت المرأة وعلى الأخص أصوات الأجيال الجديدة التي باتت تجد متنفسا لآرائها على صفحات الإنترنت ومن خلال ما تبثه الفضائيات على الهواء مباشرة. - الكاتب محمد الرطيان ذكر في إحدى مقالاته إن الرجل الحر بحاجة إلى امرأة حرة : تُنجبه ، وتُربيه ، وتُرضعه حليب الحريّة هل فعلا مجتمعنا يفتقد لذلك؟ في القرن الماضي كانت هناك أديبة جميلة سبقت زمانها تُدعى”مي زيادة” قالت يوما عبارتها الشهيرة .. يجب أن يُباشر بتحرير المرأة لئلا يكون المتغذون بلبنها عبيدا، وهل تُربي العبدة إلا عبيدا”!! أعتقد بأنها عبّرت بمهارة عن واقع حالنا كنساء عربيات، فالمرأة المقموعة اجتماعيّا لا يمكن أن تُربي جيلا واعيا قادرا على قيادة المستقبل. - متى تتحرر زينب في رواياتها من عقدة الرجل؟! أضحكني سؤالك!! من قال بأن الرجل يُمثّل عقدة في حياتي!! الرجل يُشكّل علامة استفهام وعلامة تعجّب ونقطة النهاية. لذا دوما تجدني في قصصي ورواياتي أخلق رجالا بشخصيات مختلفة، أمارس عليهم كل تناقضاتي البشرية!! أنا أحلم برجل شرقي يحترم كينونتي كامرأة، ويحتويني بنبل، ويتعامل مع أنوثتي بحب صادق. ولكوني فشلت في إيجاده حتّى هذه اللحظة فأنا أقوم بتدميره على الورق حتّى يُصبح عبرة لغيره من الرجال الذين يقبعون في ذاكرة مخيلتي!! -ماهي نقطة التحول في حياة الروائية زينب حفني؟! كثيرة نقاط التحوّل في حياتي. بعض جوانبها شخصي وهو ما أفضّل الاحتفاظ به لنفسي، وبعضه عام لا أجفل من نشره على الملأ. لكن جميعها نقاط يتداخل فيها الحزن والانكسار مع السعادة والفرح. هناك مواقف دفعتني لأن أذرف دمعا كثيرا وأقف مترنّحة باحثة عن جذع شجرة يحميني من السقوط!! وهناك مواقف مفرحة جعلتني ارقص طربا وأغني بصوت نقي مثل طفلة صغيرة، مُغلقة باب حجرتي علي حرجا من أن يرى ردود أفعالي الصبيانيّة أقرب المقربين لي. لكن نقطة التحوّل الكبرى في حياتي تتمثّل في شيوع رواياتي بين الناس، وانصهار قرائي مع نتاجي الأدبي. - ما هي مشاريعك الروائية ؟! رواية وسادة لحبك التي صدرت عن دار الساقي اتمنى أن تحظى بالنجاح الذي حظيت به رواياتي السابقات.