على المخططين وصانعي القرار أن يكونوا على وعي تام بالنظام التعليمي وتعقيداته والتزاماته نحو المجتمع، فالتخطيط للتعليم يتم في ظل وجود نظام قائم وأفراد معنيين بتنفيذ هذا النظام. ويعتبر التخطيط للتعليم وسيلة لتحديد أوجه العمليات والبرامج والأنشطة التي ينبغي التركيز عليها بهدف تحقيق الأهداف التنموية والتعليمية. فقد حاول المخططون ترسيخ المعنى الحقيقي لمفهوم التخطيط بشكل علمي لإبراز مفهوم التخطيط للتعليم وسماته وخصائصه وخطواته وإجراءاته، بالإضافة إلى دراسة مقوماته ومحدداته. فالتخطيط للتعليم يعد أول عمليات المنظومة التعليمية ويُقدم على سائر العمليات الأخرى، إذ أنه لا يتحقق نجاح العمل التربوي التعليمي دون وجود تخطيط. فالتخطيط للتعليم عملية مستمرة غايتها أن يحصل الطالب على تعليم يدفعه نحو الاتجاه الصحيح، فالتعليم يمتلك أهداف واضحة في ضوء احتياجات المجتمع وإمكاناته، ويسهم في تحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي. فالتخطيط التعليمي الفعال هو التخطيط القادر على التنبؤ بمتغيرات المستقبل والاستجابة لمتطلباته وتحدياته وصولاً إلى منظومة تعليمية فعالة قادرة على تحقيق الأهداف للمؤسسة التعليمية من خلال الاستثمار الأمثل للموارد البشرية والمادية المتاحة بها، وتنميتها المستمرة،وتوجيهها نحو خدمة مسارات تلك الأهداف. ويستند التخطيط التعليم إلى قاعدة بيانات ومعلومات دقيقة تشمل كافة النواحي في العملية التعليمية كماً وكيفاً مثل أعداد الطلاب ومعدلات النمو فيها خلال السنوات الماضية والإسقاطات المستقبلية للأعداد المنتظرة من الطلاب في كافة المراحل والصفوف. وكذلك الحال بالنسبة لأعداد المعلمين وتوزيعهم حسب معدلات معلم/طالب، معلم/فصل، ومعلم/مادة دراسية ثم عمل الإسقاطات المستقبلية للأعداد المنتظرة والمطلوبة في الميدان التعليمي. وكذلك التطور في المواد الدراسية كدخول مواد ومقررات دراسية جديدة، ويهتم أيضاً بالبيانات والمعلومات على مستوى الهيئات الإدارية في التعليم سواء على المستوى المركزي أو على المستوى الإقليمي أو على المستوى المحلي أو على مستوى المدرسة، والبيانات والمعلومات الأخرى حول المباني والمرافق الدراسية والتعليمية والتجهيزات المدرسية وغيرها من البيانات. وتعتبر الواقعية مقوم ومرتكز أساسي من مقومات التخطيط، حيث في غياب النظر إلى الواقع ومشكلاته وقضاياه سواء السائد منها والعام أو الظاهر تكون الخطط التعليمية المقترحة مجرد أحلام لا علاقة لها بأرض الواقع. فالتخطيط للتعليم يتسم بأنه مجموعة من الخطط والإجراءات المتخذة حيال القضايا التربوية والتعليمية. فالتخطيط للتعليم: – يتكون من مجموعة من العمليات المتفاعلة والمتكاملة التي تسير وفق أسلوب علمي منظم. – يتضمن جمع البيانات والمعلومات عن الموضوعات والقضايا التعليمية، وعمل قاعدة بيانات يتم الاستناد عليها عند إصدار واتخاذ قرارات أو إجراءات لمواجهتها. – يتسم بتحليل وتصنيف البيانات والوصول إلى المعلومات بخصوص التخطيط للقضايا التعليمية والمشكلات الميدانية. – إنه الاستثمار الأفضل للإمكانات والموارد المتاحة. – يهتم التخطيط التعليمي بعنصري الزمان والكلفة؛ حيث يتم التركيز على وضع جداول زمنية للخطط التعليمية وفق نظام متابعة وتقويم مستمر. إذا أردنا النجاح للتخطيط فلابد من أن يكون هناك آليات وإجراءات ترسي مبدأ المشاركة الفعالة في التخطيط للتعليم. *أستاذ الإدارة والتخطيط التربوي