ذكرت وسائل إعلام محلية إيرانية، أن السلطات في طهران اعتقلت 19 شخصاً على خلفية ما وصفته صحف رئيسية في البلاد بأنها أكبر عملية احتيال مالي في تاريخ الجمهورية الإسلامية بلغت قيمتها 2.6 مليار دولار وقد يكون لها تبعات سياسية.وأكد المدعي العام غلام حسين محسني اجئي للصحفيين أن الاعتقالات تمت في قضية قال النائب المحافظ احمد توكلي انها كشفت عن فساد مرعب داخل النظام المصرفي في البلاد. وربط بعض الساسة عملية الاحتيال بحلفاء مقربين من الرئيس محمود احمدي نجاد قبيل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها مطلع العام المقبل.وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن عملية الاحتيال تضمنت استخدام وثائق مزورة للحصول على ائتمان من بنك صادرات حكومي كبير لشراء أصول.وقال وزير الاقتصاد شمس الدين حسيني عندما بدأت تفاصيل القضية تتكشف الأسبوع الماضي إن النظام المصرفي برمته أصيب بالارتباك. وقال انه يتوقع عودة الأموال كاملة. واتهم اكبر تركان وهو وزير دفاع سابق ومنتقد صريح لأحمدي نجاد الحكومة بالضلوع في القضية.ونقل موقع إيراني عن تركان قولهإن احتيالا كبيرا على هذا النحو لا يمكن أن يقوم به شخص واحد فقط. قطعا مسؤولون حكوميون كبار ساعدوا في ذلك.ويرفض احمدي نجاد الاتهامات واصفا حكومته بأنها أطهر إدارة في تاريخ بلاده وحث السلطة القضائية على اعتقال المسؤولين عن هذه الجريمة.وذكرت صحيفة كيهان المحافظة أن العقل المدبر وراء عملية الاحتيال لديه صلات باسفنديار رحيم مشائي مدير مكتب احمدي نجاد. ويتهم خصوم احمدي نجاد مشائي بقيادة تيار منحرف مقرب للرئيس يحاول تقويض سلطة الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.وتوقع علي يوسفبور ناشر صحيفة محافظة أن تكون بعض الأموال المسروقة أعطيت للتيار المنحرف لاستخدامها في الحملة الانتخابية.ويقول محللون سياسيون إن الخلاف المتزايد بين الرئيس ومنافسيه من غلاة المحافظين وبينهم ساسة وأفراد من النخبة الدينية يقيد قدرة أحمدي نجاد على اتخاذ القرارات في آخر عامين من فترته الرئاسية.