وسط تصفيق وزراء الخارجية العرب المجتمعون اليوم بمقر جامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة ووسط دهشتهم ايضا وعدم تصديق لما يسمعونه هدد رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان اسرائيل بقطع العلاقات الدبلوماسية معها اذا لم تمتثل لطلب تركيا برفع الحصار الجائر على الفلسطييين في قطاع غزة . تهديد اردوغان بقطع علاقات انقرة بتل ابيب قوبل بصمت مريب من وسائل الاعلام العربية التي وجدت نفسها عاجزة عن التعاطي مع سقف تصريحات اردوغان الذي خطفت زوجته المحجبة الانظار ليقارن ملايين المصريين بين ملابسها المحتشمة التي ظهرت بها وبين الملابس المتحررة التي اعتادت زوجات بعض الزعماء العرب الظهور بها وخاصة سوزان ثابت قرينة الرئيس المصري السابق حسني مبارك وزوجتي نجليها علاء وجمال المحبوسين حاليا مع ابيهم على ذمة محاكمات جنائية بتهم خطيرة . ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى صياغة مستقبل عربي تركي مشترك يقوم على الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن تركيا والعرب يشتركون في نفس العقيدة والثقافة والقيم، وأن صدى ما يحدث في العالم العربي يصل إلى تركيا ، وجدد رئيس الوزراء التركي في كلمة ألقاها أمام الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء الخارجية العرب في دورته العادية ال 136 شروط بلاده لتطبيع العلاقات مع إسرائيل ، وقال إن إسرائيل تحقق شرعيتها من جهة، وفي الوقت ذاته تقوم بممارسة غير مسئولة فهي تسحق الكرامة الإنسانية والقانون الدولي والاعتداء على المواكب الدولية (في إشارة إلى أسطول الحرية). واضاف أن الحكومة الإسرائيلية تجاهلت مطالبنا بالاعتذار، وتتجاهل القوانين الدولية، معلنا عن رفض تركيا للتقرير الأخير المعروف بتقرير بالمر، ووصفه بأنه أسير الذهنية الإسرائيلية، وأردف قائلا: إننا نعتبره كأنه لم يكن. وحذر الأممالمتحدة وكل الأوساط الدولية من أنهم إذا استمروا في دعم إسرائيل فإنهم سيكونون شركاء في الجريمة التي ترتكبها. وقال إن على إسرائيل أن تعتذر وتعوض أسر الشهداء وترفع الحصار عن قطاع غزة، وإلا لن يكون هناك تطبيع للعلاقات بين تركيا وإسرائيل. وأشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين خفضت إلى مستوى سكرتير ثان وتم تعليق الاتفاقيات العسكرية وتركيا لها سواحل في شرق البحر المتوسط وتستطيع اتخاذ كل التدابير لحماية الملاحة البحرية في البحر المتوسط. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن نضال الشعب الليبي في مجال الحرية يستحق التقدير، منوها بقرار الجامعة العربية الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي. وأضاف أن تركيا لا يمكن أن تتجاهل التطورات في الشرق الأوسط، لأننا ليس فقط جزء من جغرافية المنطقة، ولكن لأن لنا تاريخ مشترك ومستقبل واحد. ودعا أرودغان إلى إجراء الإصلاحات بالمنطقة على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، وقال يجب علينا تحقيق العدالة والحق والديمقراطية، وعلينا أن نقف صامدين في هذه المرحلة التي يكتب فيها التاريخ مجددا. وقال إننا أحيى هذا الموقف العربي المشرف المطالب بالتغيير، وأردف قائلا” يجب أن يتحقق التغيير في المجتمعات العربية، وبعض الجهات تقوم بحساب الثورات المدفونة داخل البلاد التي تشهد الثورات قبل أن تأخذ مواقفا مؤيدة او معارضة لرغبات شعوبها ، ولكن تركيا لاتتعامل بهذا المنطق”. وقال أردوغان إن تركيا تقدم الدعم اللازم لكل المبادرات التي تطالب بحقوق كل من تضرروا من إسرائيل ، فلابد أن تدفع إسرائيل ثمن جرائمها. وأكد أن القضية الفلسطينية هي قضية كرامة ويقتضى علينا أن نعمل في إطار هذه الحقيقة، معتبرا أن فلسطين هي قضية لكل الإنسانية ولكل المساندين للكرامة والعدالة وأنها قضية حيوية حتى بالنسبة للسلام العالمي، لأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يقع في قلب هذه المنطقة، إذ اجتازت هذه القضية الحدود وأصبحت عالمية. وقال إن الوضع الحالي في غزة لايمكن استمراره، وأن على أخوتنا في فلسطين أن يعلنوا دولتهم المستقلة ويسعون للاعتراف بها، فهذا ليس خيارا إنما ضرورة ، وسوف ندعم هذا التوجه في كل المحافل الدولية، حتى نرى فلسطين في وضع مختلف تماما. وأضاف: يجب أن نكون عازمين وحازمين في عملنا المشترك، وحان الوقت كي يرفرف العلم الفلسطيني في الأممالمتحدة، واختتم كلمته بالقول” تعالوا لنرفع علم فلسطين إلى السماء ليكون رمزًا للعدالة والسلام في الشرق الأوسط.