نددت إثيوبيا، اليوم السبت، ب«التهديدات الحربية» بشأن سد النهضة الذي أُوشك على الانتهاء منه على النيل الأزرق، وذلك بعد يوم من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن مصر «قد تفجر» المشروع الذي وصفته بأنه «تهديد وجودي». وأكدت إثيوبيا، أنها «لن تستسلم لأي اعتداءات من أي نوع»، واصفةً مشروع السد بأنه «مصدر فخر وطني يهدف إلى انتشال ملايين البشر من الفقر»، حسب ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء.
وقال مكتب رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، في بيان بشأن سد النهضة دون تسمية ترمب أو الولاياتالمتحدة: «لا تزال التصريحات عن تهديدات حربية لإخضاع إثيوبيا لشروط غير عادلة كثيرة».
واعتبر البيان أن «هذه التهديدات والإهانات للسيادة الإثيوبية هي مضللة وغير مثمرة وانتهاكات واضحة للقانون الدولي»، مجدداً رغبة أديس أبابا «الالتزام بالتوصل لحل سلمي لمسألة سد النهضة بناء على التعاون وعدم التدخل والثقة المتبادلة ومبدأ الاستخدام العادل».
وانتقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إثيوبيا على خلفيّة بنائها على نهر النيل سدّاً ضخماً قد تَعمد مصر «إلى تفجيره»، بحسب قوله. وكان ترمب يتحدّث من المكتب البيضوي في البيت الأبيض، بعد إعلانه اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان التي تخشى أيضاً من استنزاف مواردها المائيّة بسبب السدّ.
وقال ترمب خلال اتّصال هاتفي مع الزعيمين السوداني والإسرائيلي أجراهُ أمام صحافيين، إنّه «وضع خطير جدّاً، لأنّ مصر لن تكون قادرة على العيش بهذه الطريقة». وأضاف: «سينتهي بهم الأمر إلى تفجير السدّ… قُلتها وأقولها بصوت عالٍ وواضح: سيُفجّرون هذا السدّ… وعليهم أن يفعلوا شيئاً».
ووافق ترمب على أن تؤدّي واشنطن دور الوسيط في ملفّ السدّ. وأعلنت الولايات المتّحدة في أوائل سبتمبر (أيلول) تعليق جزء من مساعدتها الماليّة لإثيوبيا بعد قرار أديس أبابا الأحادي ملء سدّ النهضة رغم «عدم إحراز تقدّم» في المفاوضات مع مصر والسودان.
وقال ترمب: «لقد وجدتُ لهم اتفاقاً، لكنّ إثيوبيا انتهكته للأسف، وما كان ينبغي عليها فعل ذلك… كان هذا خطأ كبيراً». وأردف: «لن يَروا هذه الأموال أبداً ما لم يلتزموا بهذا الاتفاق».
وتقول إثيوبيا إنّ المشروع البالغة تكلفته 4 مليارات دولار، ضروري لازدهارها. من جهتها، تعتمد مصر بنسبة 97 في المائة على النّيل في الري ومياه الشرب.