في تزامن مع نقاش إعادة فتح المدارس، كشفت دراسة حديثة في كوريا الجنوبية، أن الأطفال ينقلون العدوى بدورهم، وليسوا "آمنين" كما اعتقد كثيرون، خلال الأشهر الماضية. وأورد الباحثون الآسيويون أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات، ينقلون الفيروس بشكل أقل مقارنة بالبالغين، لكن الخطر يظل قائما. أما المفاجأة التي كشفت عنها الدراسة، فهي أن من تتراوح أعمارهم بين 10 و19، ينقلون الفيروس على غرار الكبار تماما. وقامت أغلب دول العالم بإغلاق المدارس، منذ مطلع العام الجاري، لأجل كبح انتشار فيروس كورونا، وتم اللجوء إلى تقنيات التعلم عن بعد. لكن التعليم عن بعد ليس خيارا سهلا، بحسب خبراء، لأنه يحتاج إلى معدات إلكترونية وشبكة إنترنت، وهذه الأمور ليست متاحة على نطاق واسع في الدول النامية. ويرجح الخبراء أن يحدث ارتفاع مهول في عدد الإصابات بفيروس كورونا، في حال أعيد فتح المدارس مجددا. وقال الباحث المختص في الأمراض المعدية بجامعة مينيسوتا الأميركية، مايكل أوستيرولم، "ما أخشاه هو هذه الفكرة التي أشاعت أن الأطفال لا يصابون بفيروس كورونا، أو أن العدوى لا تنتقل إليهم، مثلما تفعل مع الكبار". وأضاف أن المطلوب في الوقت الحالي هو أن نأخذ الحقيقة العلمية في الحسبان، أي أن الأطفال يصابون وينقلون العدوى، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز". وفي وقت سابق، ذكرت دراسات طبية في أوروبا وآسيا أن الأطفال ليسوا معرضين بشدة للإصابة بفيروس كورونا أو نقله، لكن هذه البحوث تشوبها ثغرات وأجريت على نطاق محدود، بحسب معهد هارفارد للصحة العالمية. وأضاف أن الدراسة الجديدة في كوريا الجنوبية كانت أكثر دقة، لأنها اعتمدت على عينة من 5706 أشخاص أصيبوا وكانوا من الأوائل الذين ظهرت عليهم أعراض فيروس كورونا المستجد. وقام الباحثون برصد أكثر من 59 ألف مخالط للمصابين، وتبين أن عددا منهم ما زالوا أطفالا، حتى وإن لم يتأثروا بشدة من جراء المرض