أثير حول برنامج “أغاني وأغاني” الكثير من الجدل في المواقع والصحف السودانية، وأيضا قامت قناة العربية بإيراد تقرير عن هذا البرنامج الذي أثار أزمة رأي هذه الأيام في السودان، بسبب مطالبات رجال الدين بإيقافه، ومن ثم استجابت قناة النيل الأزرق لهذه المطالبات وأوقفت البرنامج بما عده كتاب ومثقفون ليبراليون أنه انتصار للتيار الديني.وكان بعض العلماء والدعاة قام بحملة حول برنامج (أغاني وأغاني)، وذلك بتغيير زمن بثه من السابعة مساء إلى الحادية عشرة بحجة أن توقيت بث البرنامج غير مناسب لأنه بعد الإفطار مباشرة وأن الوقت يعقبه صلاة التراويح مما سيؤدي إلى تراجع أعداد المصلين لصلاتي العشاء والتراويح، إضافة إلى أنه يحتوي على نسبة غناء لا تتماشى مع الشهر الكريم، وقد طالب الأمين العام لمجلس الدعوة بوزارة التوجيه والأوقاف بولاية الخرطوم صلاح عوض محمد إدريس بإيقاف برنامج أغاني وأغاني في شهر رمضان مشيراً إلى أن توقيت بث البرنامج غير مناسب لأنه بعد الإفطار مباشرة. ويرى مثقفون ليبراليون أن هذه الحملة يقودها من وصفوهم بأعداء النجاح، مشيرين إلى أن النجاح الكبير الذي حققه البرنامج في السنوات المتتالية ووصوله لأعلى مشاهدة لبرنامج تلفزيوني سوداني كان سبباً في وضع البعض العراقيل والعقبات في طريق البرنامج. وقالوا إن الأمر لا ينحصر في قضية تغيير زمن برنامج (أغاني وأغاني) وحسب بل ستطال هذه الهجمة بعض المؤسسات والمنابر الإعلامية خلال الفترة القادمة، بالإضافة لعلو صوت رجال الدين الذين يرى البعض أنهم ينصرفون عن القضايا الأساسية ويتجهون إلى تشويه صورة الفن والفنانين السودانيين. يأتي ذلك في الوقت الذي نفت فيه وزارة الإعلام السودانية أية صلة لها بهذه الحملة، وقالت إن الحديث كان حول زمن بث البرنامج وليس حول إلغائه. يُذكر أن برنامج “أغاني وأغاني” يبث في رمضان على مدى خمس سنوات، وتقوم فكرة البرنامج على ما يسمى تواصل الأجيال وربط حاضر الغناء السوداني بماضيه، ويحظى بمشاهدة واسعة من قبل السودانيين داخل وخارج السودان، وتأتي أهمية البرنامج من خلال الشعبية الكبيرة التي يحظى بها مقدمه المبدع والشاعر السر أحمد قدور.