أعلنت روسيا، اليوم الثلاثاء، تسجيل 10 آلاف إصابة بفيروس كورونا المستجد، مسجلة أسرع وتيرة للإصابات في أوروبا، لتصل الإصابات إلى 155 ألف حالة. وأحصت البلاد عددا قياسيا جديدا تجاوز عشرة آلاف إصابة خلال 24 ساعة لليوم الثالث على التوالي فيما توفي كبير مصممي المركبات الفضائية في روسيا يفغيني ميكرين إثر إصابته بكورونا (كوفيد-19) ليصبح من أبرز الشخصيات التي تقضي بهذا المرض في روسيا. بحسب “فرانس برس”. وبحسب الأرقام الرسمية سجلت عشرة آلاف و102 إصابة جديدة في حصيلة أدنى بقليل من اليومين السابقين. وباتت الحصيلة الإجمالية في البلاد 155 ألفا و370 إصابة و1451 وفاة. وأعلن رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين الخميس إصابته بالفيروس. وقال المتحدث باسم مكتبه بوريس بيلياكوف الثلاثاء إنه “بخير عموما”. وأوضح أن علاج ميشوستين يتم “كما هو مقرر” في مستشفى عام، مضيفا أن رئيس الوزراء “يتواصل بنشاط هاتفيا مع زملائه”. من جانب آخر، أعلن رئيس وكالة الفضاء الروسية “روسكوسموس” ديمتري روغوزين في بيان وفاة يفغيني ميركين (64 عاما) كبير المصممين في اينرجيا، أكبر منتج للمركبات الفضائية في روسيا، بسبب إصابته بفيروس كورونا المستجد. وقال “لقد حاول أفضل الأطباء إنقاذ حياته في الأسابيع القليلة الماضية”. وفي حين بدأت دول أوروبية عدة رفعا تدريجيا لإجراءات الإغلاق، تشهد روسيا انتشارا للوباء بوتيرة أسرع بكثير من بقية أنحاء اوروبا، علما بأن المملكة المتحدة سجلت الاثنين أربعة آلاف إصابة إضافية فقط. لكن نسبة الوفيات تبقى محدودة مقارنة بدول مثل إيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة. وتقول السلطات إن ذلك ناجم عن الإغلاق السريع للحدود وإجراء أكثر من أربعة ملايين فحص ومتابعة انتشار العدوى، لكن ثمة جهات تشكك في هذه الأرقام. ووفق إحصاء لوكالة فرانس برس، تحل روسيا في المرتبة الثامنة عشرة في العالم لجهة عدد الوفيات بفيروس كورونا في حين تحتل المرتبة السابعة بالنسبة الى عدد الإصابات. بدأ نظام المترو في موسكو بيع الكمامات وقال أحد مسؤولي المترو لوكالة فرانس برس إن وضع الأقنعة الواقية قد يصبح إلزاميا في وقت قريب في قطارات الأنفاق. وضعت ماكينات بيع الكمامات والقفازات في محطات المترو في العاصمة، ويتوقع وضع أخرى في حوالى 15 محطة في الأيام المقبلة. وستكون الكمامات والقفازات متوافرة أيضا للبيع عند أكشاك بيع التذاكر في بعض المحطات. وقالت نائبة رئيس إدارة المترو يوليا تيمنيكوفا إن “المترو يواصل منع انتشار فيروس كورونا المستجد” وحضت الركاب على استخدام المعقمات أيضا الموجودة في المكان. وتعتبر موسكو بؤرة الوباء في روسيا مع حوالى نصف الحالات المسجلة. وباتت روسيا دولة تسجل إصابات متسارعة فيما تكشف عدة دول أوروبية عن خطط لتخفيف الإغلاق بعد تراجع أعداد الإصابات فيها. ورغم ارتفاع عدد الإصابات، تستعد روسيا لرفع تدريجي لتدابير الإغلاق اعتبارا من 12 أيار/مايو بحسب المناطق. ومنذ الثلاثين من اذار/مارس، يستطيع سكان موسكو الخروج فقط للتنزه مع كلابهم او رمي النفايات او التوجه الى اقرب متجر. واحدثت السلطات منتصف نيسان/ابريل نظام أذونات إلكترونية للحد من المخالفات. وبعدما أغلقت في شباط/فبراير حدودها البرية مع الصين، رصدت روسيا طوال أسابيع عددا قليلا جدا من الإصابات فيما كان الوباء يتفشى بسرعة في غرب أوروبا. لكن الاصابات سرعان ما ازدادت اعتبارا من نهاية أذار/مارس ما دفع الرئيس بوتين الى اعلان عطلة مدفوعة طوال شهر نيسان/أبريل لحض السكان على ملازمة منازلهم. ثم مدد هذا الإجراء حتى 11 ايار/مايو. وتقول السلطات إنها أجرت أكثر من أربعة ملايين فحص للكشف عن كورونا المستجد. من تداعيات الإغلاق أيضا في روسيا تضاعف حالات العنف المنزلي التي يتم الإبلاغ عنها خلال فترة الحجر. فقد أعلنت تاتيانا موسكالكوفا مفوضة حقوق الإنسان لدى الكرملين الثلاثاء لوكالة ريا نوفوستي أنه “بحسب منظمات غير حكومية فانه منذ 10 نيسان/ابريل ارتفع عدد حالات العنف المنزلي بمعدل مرتين ونصف مرة”. وأضافت “تقول النساء إنه في إطار نظام العزل، لا يمكنهن التقدم أمام السلطات” لطلب مساعدة و”إذا ذهبن، فإنه لا يجري قبولهن عموما”. وتابعت “من المهم جدا منح النساء حق التوجه الى مراكز مساعدة ضحايا العنف وعدم اعتبار ذلك خرقا لإجراءات العزل”.