كانا يحلمان بعقد قرانهما قريبا يعدان الايام بعد ان حجزا قاعة الاحتفال تمهيد لإقامة حفل زفافهما بعد اربعة اشهر حيث حصلا على قروض من البنوك ومن شركات التقسيط لتسديد المهر وتجهيز منزل المستقبل ،قرر سعود وبندر ابنى غطيش بريكان الذهاب سويا مدينة ابها في نزهه واستأجرا سيارة لهذا الغرض واصروا على اصطحاب ابناء أخيهم “عبدالله ” وهما ناصر ورمزي ورافقهما شقيقهما عيسى دون ان يعلمون ما يخبئ القدر لهم في هذه الرحلة. ركب سعود وبندر السيارة”كورولا ” ومعهم باقى افراد الاسرة وانطلقوا باتجاه ابها وهناك قابلوا ابناء عمومتهم وقضوا معهم اسبوعا كاملا في اول نزهه تجمعهم سويا كان سعود وبندر طيلتها يخططان للحياة المستقبلية وحفل الزواج واثاث المنزل حيث قررا ان يكون زواجهما سويا ولم يعلما ان قبريهما سيكونان سويا. بعد أن انتهت النزهة انطلقوا عائدين الى مكةالمكرمة وعلى مقربة من محافظة قلوة تعرضوا لحادث مروري عندما اصطدمت سيارتهم مع اخرى من نوع لاند كروزر ما اسفر عن وفاة ثلاثة شبان في عمر الزهور منهم الشقيقان بندر وسعود فيما اصيب اخيهم عيسي بكسور متفرقة كما توفى احد ابنى شقيقهم وهو ناصر واصيب الاخر ” رمزي” بكسور متفرقة . تم نقل المتوفين الى مستشفى قلوة العام واودعوا ثلاجة الموتي قبل نقلهم الى مكةالمكرمة حيث شيعهم جمهور كبير بعد الصلاة عليهم في المسجد الحرام الى مقابر المعلاة فيما تم نقل المصابين الى مستشفى الملك فهد في جده حيث تم عمل خمس عمليات لاحدهم فيما خرج الاخر بكسر في رقبته ويده . مأساة هذه الاسرة عجيبة و تعود بدايتها الى والدهم الذي تعرض لحادث قبل حوالي ثمان سنوات وتوفي في الحال وترك وراءه اثنان وعشرين من البنين والبنات والزوجات عاشوا حياة في غاية الصعوبة تصدى لها اخيهم الاكبر الذي يقوم عليهم رغم قلة مابيده وكانت فرحته تزداد يوما بعد يوم وهو يرى اخوته يكبرون . تعرضالاخ الاكبر لكثير من المصائب التي وقف معها صامدا مؤمنا بقضاء الله وقدره الى ان أصيب احد إخوته قبل عامين بمرض السرطان وتوفي في الوقت الذي كان اخوته الاخرين في حاجة ماسة . في العام الماضي التحق بندر وسعود بالعمل العسكري حيث عمل الاول في القاعدة الجوية بجده والثانى في شرطة منطقة مكةالمكرمة وفرح اخيهم الاكبر بمستقبلهما المشرق حيث كان يتوقع ان يكونان خير معين له على قضاء حوائج اخوتهم الاخرين فخطب لهما وحجز احدى قاعات الافراح وتحمل ديونا كبيرة في سبيل سداد المهر كما تحملا هما اقساط كبيرة من البنوك وشركات التقسيط الا ان الموت أختطفهما . قال اخيهم الاكبر ووالد أحد المتوفين عبدالله غطيش السلمي والدموع تغالبه : أنا مؤمن بقضاء الله وقدره لقد تحملت الامانة التي تركها والدي يرحمه الله والمتمثله في أثنان وعشرين نفسا من البنين والبنات والزوجات واستعنت بالله في تربيتهم فاعانني على ذلك . وتابع : في العام الماضي فقدت احدهم عندما اصيب بمرض السرطان و في هذا الايام فقدت اثنان أخران أضافة الى أحد ابنائي الذي لم يتجاوز عمرة السادسة عشر فيما أصيب ابني الاخر واحد اشقائي بكسور عديده حيث ادخلوا المستشفى فزاد همي ومعاناتي وكل ما أمله أن يتم تسجيل عدد من اخواتي في الجهات الامنية مكان المتوفين حيث كانت الاسرة تعتمد عليهم بعد الله في تأمين مصروفاتهم أضافة الى ان لدي بالمنزل اكثر من اربعة من اخوتي عاطلين عن العمل فأمل ان يتم تسجيل عدد منهم بدلاء لإخوتهم الذين توفوا في الحادث فنحن كلنا خدام لوطننا كما أن تسجيلهم يعين الاسرة على مصاعب الحياة التي تواجههم. واضاف : كلي أمل في ان اجد من يساعدني ونحن في هذا الشهر الكريم رمضان المبارك في سداد ديونا على اخوتي المتوفين متمثلة في سيارات بالأقساط وقروض كانوا قد اخذوها لإتمام زواجهما اضافة الى ان الطرف الاخر في الحادث يطالبنا الان بمبلغ وقدره سبعة واربعين الف ريال قيمة تلفيات سيارته ونحن نعلم ان بلدنا ملئ بالخيرين فنحن في بلد ملك الانسانية الذي يمد يد العون لكل محتاج من ابناء شعبة كما أن اهل الخير لن يتأخروا في مد يد العون لكل محتاج للمساعدة. من جهة اخرى قدم صاحب السمو الملكي الامير منصور بن بندر بن عبدالعزيز قائد قاعدة الملك عبدالله الجوية بالغربية تعازيه وتعازي منسوبي القاعدة حيث ارسل سموه برقية تعازي في وفاة الجندي سعود غطيش السلمي سائلا الله ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم اهله وذويه البر والسلوان. التصوير : فهد العداين