لم يمنح الموت أبناء «غطيش» فرصة ليمسحوا أحزانهم على فراق شقيقيهم «سعود وبندر» اللذين قضيا في حادث سير الصيف الماضي في منطقة الباحة، ليختطف صباح أمس في حادث الكامل الشنيع ثالث الأشقاء أحمد الذي لم يتجاوز ربيعه السادس عشر. هول المأساة وكبر الفاجعة لم تمنع أشقاءهم عن ترديد الكلمة الأقوى تأثيرا على كل مفجوع (لا حول ولا قوة إلا بالله) وظهروا متماسكين صباح أمس. أحد أبناء عمومتهم قال ل«عكاظ»: دموعنا لم تجف حتى الآن على فراق سعود وبندر، واليوم اختطف الموت أحمد في ريعان شبابه، بعد أن غادر منزله مودعا والدته وطالبا منها أن تدعو له بالتوفيق، وحاملا معه حقيبته المدرسية. يضيف: أحمد كان من أهدأ أبناء عمومته ممن هم في عمره، ولم يسبق أن شاهدناه يسير بسرعة لافتة، بل كان مثالا للشاب الطموح الهادئ حتى اختطفه الموت. مأساة الأشقاء لم تبدأ بالحادثين اللذين وقعا خلال هذا العام، فقصة أبناء غطيش مع حوادث السيارات القاتلة مليئة بالحزن والوجع، فوالدهم الشيخ غطيش بن بريكان رحمه الله توفي في حادث سيارة قبل ثمانية أعوام، وسط تأثر شديد أصاب الأسرة حينها لفراق والدهم والذي خلف وراءه 22 فردا من الأبناء والبنات تعاضدوا فيما بينهم ليواصلوا المسيرة في الحياة.