قال الدكتور خالد بن عبد الله المصلح ، في برنامج “نبض الكلام” الذي يعرض يوميا على شاشة MBC1، إن مسلسل “طاش 18′′ كرس لغياب أدب الخلاف بين وجهات النظر، ومحاولة التأزيم في المسائل الشرعية التي ليس عليها خلاف شائع. وانتقد الطريقة التي تناولت بها الحلقة العاشرة موضوع فوائد البنوك، وأشار إلى أن حلقة “طاش” قالت إن البنوك الإسلامية لا تختلف في معاملاتها المصرفية عن البنوك التجارية، وأنها تحصل على فوائد أعلى، لكنها تغير المسميات والإجراءات، وأن الفتاوى التي تحرم فوائد البنوك التجارية لا تستند إلى أسس سليمة، وأن معظم الشيوخ الذين يُصدرون هذه الفتاوى يعملون مستشارين لدى البنوك الإسلامية مقابل رواتب خيالية. وانتقد المصلح منهجية مسلسل “طاش” في الطرح، وعلق عليها قائلا: “الحلقة كرست أمرا يجب أن نحرص على البعد عنه، وهو غياب ثقافة أدب الخلاف، ومحاولة التأزيم في المسائل الشرعية التي ليس فيها خلاف شائع، ففتوى تحريم فوائد البنوك ليست محلية قاصرة على السعودية، ولكنها في عامة بلاد الإسلام”، والقول الذي دعت إليه الحلقة هو قول الأفراد. وانتقد المصلح بشدة القول بأن الفتاوى التي تحرم فوائد البنوك التجارية لا تستند إلى أسس سليمة، وقال: “هذه هي أكبر مغالطة بُني عليها المسلسل، فالحلقة استندت إلى مناقشة العلة الربوية، وليس مسألة المستند الشرعي في توصيف أعمال البنوك على أنها ربا، وعندي تحفظ على جعل هذا هو المرتكز”. وأوضح فضيلة الشيخ أن هناك فرقا بين ربا القروض وهو الربح في مقابل القرض لفترة معينة، وربا البيوع، الناتج عن مبادلة مال بمال هو محرم بالسنة، مثلا بمثل، يدا بيد. واستشهد على ذلك المصلح بالحديث النبوي الشريف: “لا تبيعوا الذهب بالذهب، ولا الفضة بالفضة، ولا البر بالبر ولا الشعير بالشعير، ولا التمر بالتمر، ولا الملح بالملح إلا مثلا بمثل، سواء بسواء، عينا بعين”. وأضاف: “قد تكون هناك رسالة تريد الحلقة أن توصلها، ولكن ما القول إذا كان الأكثرية ينادون بربوية البنوك؟ والبنوك الإسلامية تتحرى تطبيق الشريعة في كل ما تقدمه للناس، هل تصيب هل تخطئ هل توفق هل تفشل، كل ذلك يرجع إلى ممارسات واجتهادات، ولا نستطيع أن نقول تلك كتلك”.