قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد ابوزاهرة أن سماء السعودية والمنطقة العربية تشهد مساء الإثنين 14 رجب 1441 الموافق 9 مارس، القمر البدر العملاق الثاني من أربعة هذه السنه 2020 حيث سيكون حجمة الظاهري أكبر واكثر إضاءة قليلا مقارنة بالمعتاد. البدر العملاق سيظهر من الأفق الشرقي مع غروب الشمس حسب التوقيت المحلي ، وسيبقى يزين السماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق شمس الثلاثاء وسيلاحظ أن حجم القمر الظاهري أثناء شروقه سيكون “ضخم” وهذا مجرد خداع بصري يحدث شهريا ولا علاقة له إذا كان القمر قريب من الأرض أو بعيدا عنها في مداره الاهليجي ، فالقمر بعد إرتفاعه عاليا في السماء يعود إلى حجمه المعتاد. اما بالنسبة للون الوردي أو البرتقالي الذي يمكن أن يظهر به القمر أثناء شروقه فهي ألوان حقيقية، فالغلاف الجوي للارض تعمل على بعثره الضوء الأبيض المنعكس عن القمر بحيث تتشتت ألوان الطيف الأزرق ذات الطول الموجي القصير وتبقى ألوان الطيف الأحمر ذات الطول الموجي الطويل والتي تصل إلى أعيننا ونراها ، وهو نفس السبب الذي يجعلنا نرى الشمس الغاربه بلون ضارب للحمرة. وسوف يصل القمر البدر لحظة الاكتمال عند الساعة 8:48 مساء بتوقيت السعودية (5:48 مساء بتوقيت غرينتش) وهو توقيت مثالي لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر من خلال المنظار أو تلسكوب صغير خلافا لبقية التضاريس التي تبدو مسطحة نتيجة لوقوع كامل القمر في نور الشمس . إن وصف “القمر العملاق” يطلق على القمر المحاق او القمر البدر عندما تكون المسافة بين مركز القمر ومركز الأرض ضمن 362.146 كيلومتر ، وهو مصطلح يشير إلى التسمية العلمية ” قمر الحضيض ” ويقصد به وقوع القمر في أقرب نقطة من الأرض ، وفي حالة هذا القمر البدر سيكون على مسافة 357.399 كيلومتر. وقد لا يلاحظ فرق في الحجم الظاهري لهذا البدر العملاق مقارنة بباقي أقمار البدر الأخرى ، ولكن المتابعين بشكل مستمر للأقمار البدر يمكنهم ملاحظة حجم إضافي ظاهري لهذا القمر البدر عندما يكون عاليا في قبة السماء. ولن يكون لهذا البدر العملاق تأثير على الكرة الأرضية مثل البدر العملاق الأول في يناير الماضي باستثناء على ظاهرتي المد والجزر وهو أمر طبيعي ، فشهرياً في يوم البدر تنتظم الشمس والأرض والقمر وهذا يسبب مد وجزر واسع المدى ، فالمد العالي يرتفع على نحو استثنائي وفي نفس اليوم يحدث أخفض جزء على نحو استثنائي ، ونظرا لأن القمر البدر سيكون قريب من نقطة الحضيض سوف يبرز المد في ظاهرة تسمى ( المد العالي الحضيض). ولكن ذلك الاختلاف محدود ولن يؤثر على توازن الطاقة الداخلية لكوكبنا ، لأنه يحدث مد وجزر كل يوم لذلك لا يتوقع حدوث زيادة في النشاط الجيولوجي او حدوث حالات طقس غير اعتيادية. وخلال الليالي المقبلة سوف يشرق القمر متأخرا بحوالي الساعة كل يوم ، وخلال بضعة أيام سيكون مشاهدا فقط في سماء الفجر والصباح الباكر وفي ذلك الوقت يصل إلى مرحلة التربيع الأخير بعد أسبوع من وقوعه في مرحلة البدر المكتمل.