كشف رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن سماء المملكة والمنطقة العربية تشهد مساء غد (الاثنين) 1 يناير أول بدر عملاق من اثنين سيحدثان خلال هذا الشهر والأكبر خلال 2018. البدر العملاق سيشرق مع غروب الشمس من الأفق الشمالي الشرقي ويبقى مشاهدًا طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس الثلاثاء وسيكون حجمه الظاهري أكبر بحوالى 14% وأكثر إضاءة بحوالى 30 % مقارنة بأصغر قمر بدر سيحدث في شهر يوليو المقبل. وأوضح أن وصف" القمر العملاق" يطلق على القمر سواء كان في المحاق أو البدر المكتمل عندما تكون المسافة بين مركز القمر ومركز الأرض ضمن مسافة 362,146 كيلومتر، وهذا الوصف أصبح شائع الاستخدام برغم أنه ليس توصيفًا فلكيًا، فالتسمية العلمية هي "قمر الحضيض" ويقصد بالحضيض وقوع القمر قي أقرب نقطة من الأرض، وسوف يتميز هذا البدر العملاق مقارنة بباقي الأقمار البدر الأخرى في 2018 بأنه سيتزامن بشكل استثنائي مع أقرب نقطة مدارة إلى الأرض. وأضاف: هذا التزامن الاستثائي، أوائل يناير، لا يعطينا فقط أقرب قمر بدر ولكن أيضًا أقرب قمر حضيضي في كامل عام 2018، فبعد 4 ساعات و36 دقيقة فقط من وقوع القمر في أقرب نقطة من الأرض سيصل لحظة الاكتمال ويكون على مسافة 356,846 كيلومترًا. واستدرك أنه بالنسبة للشخص العادي قد لا يلاحظ فرقًا في الحجم الظاهري لهذا القمر البدر العملاق مقارنة بأقمار البدر الأخرى ولكن الراصدين الذين تابعوا الأقمار البدر في الأشهر الماضية يمكنهم ملاحظة حجم إضافي ظاهري للقمر البدر. وقال أبو زاهرة: من ناحية أخرى، سيكون هذا البدر العملاق الثاني ضمن سلسلة من ثلاثة أقمار بدر عملاقة متتالية فالأول حدث في 3 ديسمبر 2017، بالإضافة إلى 1 يناير و31 يناير 2018. موضحًا أن مثل الأقمار العملاقة السابقة لن يكون هناك تأثير ذو أهمية لهذا البدر العملاق باستثناء التأثير في ظاهرتي المد والجزر وهو أمر طبيعي، ففي كل شهر في يوم البدر المكتمل تنتظم الأرض والقمر والشمس وهذا يسبب مدًا وجزرًا واسع المدى، فالمد العالي يرتفع على نحو استثنائي وفي نفس اليوم يحدث أخفض جزر على نحو استثنائي ونظرًا لأن القمر البدر سيكون قريبًا من نقطة الحضيض سوف يبزر المد في ظاهرة تسمى "المد العالي الحضيضي" خلال الأيام التالية. ولكن الاختلاف صغير ولن يؤثر على توازن الطاقة الداخلية للأرض لأنه يحدث مد وجزر كل يوم لذلك لا يتوقع حدوث زيادة في النشاط الجيولوجي أو حدوث حالات طقس غير اعتيادية. ويعتبر هذا التوقيت من الشهر القمري الأفضل لرصد الفوهات المشعة على سطح القمر خلافًا لبقية التضاريس التي تبدو مسطحة وتكون ظلالها قصيرة جدًا لأن وجه القمر يكون واقعًا بالكامل في نور الشمس.