قال الجيش السوري إن طائرات إسرائيلية هاجمت مطار التيفور العسكري في محافظة حمص، مضيفا أن دفاعاته الجوية أسقطت عدة صواريخ في ضربات لم تسفر سوى عن وقوع أضرار مادية. وقال متحدث عسكري لوسائل الإعلام الرسمية إن أربعة صواريخ إسرائيلية بلغت القاعدة لكنه أضاف أن الدفاعات الجوية اعترضت عدة صواريخ أخرى. وقال الجيش في بيان “قام الطيران الإسرائيلي بعدوان جوي جديد …وسائط دفاعنا الجوي تصدت على الفور للصواريخ المعادية”. وأضاف أن المقاتلات الإسرائيلية حلقت من اتجاه التنف إلى الجنوب الشرقي حيث أقامت الولاياتالمتحدة قاعدة قرب الحدود بين العراق والأردن. وتقع التنف على طريق دمشق-بغداد السريع الاستراتيجي، وهو طريق إمدادات رئيسي لدخول الأسلحة الإيرانيةلسوريا. ويجعل هذا من القاعدة هناك حصنا ضد إيران وجزءا من حملة أمريكية أكبر للتصدي للنفوذ الإيراني في العراقوسوريا. وقصفت إسرائيل مرارا أهدافا تابعة لجماعات مسلحة تدعمها إيران في سوريا، قائلة إن هدفها إنهاء الوجود العسكري لطهران، الذي تقول مخابرات غربية إن رقعته اتسعت في السنوات الأخيرة في البلد الذي مزقته الحرب. ولم يعقب الجيش الإسرائيلي بعد على الواقعة. وهجوم يوم الثلاثاء هو الأول الذي تتهم سوريا إسرائيل بتنفيذه منذ قتلت الولاياتالمتحدة الجنرال قاسم سليماني، أقوى قائد عسكري إيراني، في ضربة بطائرة مسيرة يوم 3 يناير كانون الثاني، في واحد من أكبر التصعيدات بين طهران وواشنطن منذ 1979. وتسيطر الفصائل التي تعمل بالوكالة عن إيران ويقودها حزب الله اللبناني على مساحات شاسعة في شرق وجنوب سوريا وشمال شرقها بالإضافة إلى عدة ضواح حول العاصمة. كما رسخت هذه الفصائل وجودها في بلدة ألبوكمال الحدودية الاستراتيجية على نهر الفرات في منطقة دير الزور بشرق سوريا قرب الحدود مع العراق حيث يوجد للفصائل الشيعية المسلحة العراقية موطأ قدم كبير. وتقول مصادر مخابرات غربية إن إسرائيل كانت وراء عدة ضربات استهدفت الأصول الإيرانية في المنطقة الحدودية خلال الأسابيع الأخيرة. وشهد الجانب العراقي من الحدود انتشار أفراد الفصائل الشيعية العراقية المتحالفة مع إيران بأعداد كبيرة في مواقع على مقربة من القواعد العسكرية التي تستضيف القوات الأمريكية. وقصف الجيش الأمريكي جماعة كتائب حزب الله المدعومة من إيران في مناطق بالعراقوسوريا على طول المنطقة الحدودية في نهاية الشهر الماضي فيما وصفه المسؤولون الأمريكيون بأنه رد على الاستفزازات المتزايدة من إيران. وكانت إسرائيل قد قالت إن إيران تستخدم القاعدة لنقل أسلحة لجماعة حزب الله اللبنانية، التي خاضت معها حربا استمرت شهرا في 2006. وأصبحت إسرائيل، التي نادرا ما اعترفت بالضربات في سوريا، أكثر صراحة في تعهدها بأنها ستفعل ما هو ضروري لإحباط ترسيخ الوجود العسكري الإيراني أو نقل الأسلحة لحزب الله.