عرضت جمعية الثقافة والفنون بالإحساء – على هامش مهرجان صيف ارامكو السعودية الثقافي 2011 بالظهران - مساء يومى الخميس والجمعة الماضيين مسرحية “كشتة ” أخراج نوح الجمعان وتأليف سامي الجمعان وبطولة مجموعة من الممثلين. تتمحور فكرة العمل – الذى شاهده فى العرض الاخير 4000 متفرج - حول مجموعة من الطلاب يقومون برحلة مع معلمهم الى إحدى الغابات ويقرر المعلم تعريف الطلاب الفرق بين النجاح في الدراسة والنجاح بالحياة بطريقة ممتعة ومشوقة وجدت الفكاهة والفائدة ، واستطاع المخرج نوح الجمعان في نص “كشتة” الاستفادة من كل تجاربه السابقة سواء في الإخراج او التمثيل او التأليف في التصدي للنص واستخدام وسائل الإخراج وخاصة في المفردات الكتابية البصرية من خلال الموسيقى والمقاطع الغنائي التي جعلت من النص أكثر ارتفاع وروعة ، وكان واضحاً أن الهدف الاسمي للمخرج أن النجاح في المدرسة ليس بالضرورة هو نجاح في الحياة . أجاد الممثلين الأداء في حالات التغير ، الفرح ، الحزن والخيال بالإضافة الى حالة الصراع النفسي عند قراءة رسالة المعلم الذي يعود للمدينة وهنا جوهر وأساس العمل “الاعتماد على النفس”، بالإضافة الى الروح التي تميز المخرج نوح الجمعان التي جاءت من خلال تراكم التجارب سواء كان مخرج او مؤلف او ممثل من خلالها يقدم عمل متميز، ومن خلال كل هذه يتضح مدى العلاقة ما بين المؤلف والمخرج والتي كانت واضحة المعالم والمبنية على الحب والاحترام والأمانة لموضوع المسرحية ، ويحسب للمخرج أن احد أدوات نجاحه في إخراجه للعرض هو علاقة التعاون مع فريق العمل من ممثلين وفنيين والشعور بأن كل منهم يعمل من اجل الفريق الواحد وهو نابع أيضا أن الكل مسئول ويعمل من اجل نجاح المجموعة وليس من اجل نجاح فرد ، وكان بطل عرض مسرحية “كشتة” هو الأداء الجماعي لمجموعة الممثلين الشباب الذين كانوا مبدعين في العرض المسرحي فقد كانت المهارات التمثيلية واضحة، القدرة الطبيعية أي “الموهبة” وهي مهارة غير مكتوبة وإنما جزء من الإنسان تولد معه، بالإضافة الى المهارات التمثيلية التي كانت واضحة لدى الممثلين وكثرة ممارسة التمثيل والتي من خلالها شاهد الجمهور ممثلين يمتلكون وعي في تقديم عمل متقن، لديهم قدرة على التركيز والتي هي بالتأكيد من مقومات الممثل الناجح وقد استطاع الممثلين بالتركيز في الشخصية المطلوبة أداءه على خشبة المسرح الانفصال عن أي شيء آخر وخاصة في الانتقال من مشهد الى آخر ومن حوار الى آخر ، وكان لصوت الشخصيات والموسيقى والمقاطع الغنائية تأثير رائع على حالة المشاهد تركيزه في متابعة إحداث النص المسرحي فكان الصوت كأنه صوت أدبي مسموع يحدد من خلالها الأهداف التي كتبه المؤلف ويريد المخرج إيصالها للجمهور وخاصة فئة الأطفال. بالنسبة للملابس كانت مناسبة لفكرة العرض بشكل جيد فقد كانت مناسبة جدا للعمل وللشخصيات داخل العمل المسرحي.نجح المخرج في التعامل مع النص كاملا بسبب اختياره الصحيح للممثلين لأداء ادوار تتفق مع سماتهم الشخصية والجسدية والصوتية، وقبله نجح الممثلين في تقديم عرض متميز ارض الجمهور الذي تمنى إعادة العرض. وعن “كشتة” يقول الجمعان: طبيعة العمل تفرض عليك التعامل والاهتمام بجميع الشخصيات، خاصة ونحن في عرض يتحاج الى التنوع في الشخصية وكذلك التباين في طريق طرح الرسالة والقضية التي تتناولها المسرحية ، وعن الرسالة التي أراد توصيلها من خلال العرض يؤكد الجمعان : انه ليس بالضرورة من ينجح في الدراسة يكون ناجح في الجوانب الحياة الأخرى ، النجاح بحاجة إلى عمل ، بالإضافة إلى أهمية السلوك كما هو التعليم مهم . ويتابع: الظروف كانت مهيأة بشكل ممتاز لكي نعرض على أربع فترات على مدار يومين وعند جمهور تجاوز الألف في العرض الواحد وكانت الفترة ما بين العرض والعرض كافية لكي يلتقط الممثلين أنفاسهم ويعودوا ليقدموا العرض بقوة واحترافية فنية جعلت من الجمهور يتابع بحب وشوق ويصفق من بداية العرض حتى النهاية، واشكر المنظمين على كل ما قاموا به من اجلنا . يشار الى ان المخرج نوح الجمعان متمكن من الأدوات الخارجية إضافة الى دقة اختياره للنصوص فهو عندما يتصدى لأي نص دائما ما يكون متمرداً عليه ليخرج للجمهور بصورة أفضل وأكثر تميز، وهذا نابع من تراكم تجربته المسرحية التي يمتلكها .