لم يحمل الجمهور الذي شاهد العرض المسرحي "الدود" الكثير من الآراء الإيجابية لما شاهده ، على خلفية ما اعتبره البعض الغموض وفقدان الرؤية في أحداث العرض الذي قدمته جمعية الثقافة والفنون بالرياض من تأليف الدكتور راشد الشمراني وإخراج كل من شادي عاشور، أسامة خالد ، خالد المرمش وتمثيل عليان العمري ومحمد رمضاني وعبد الله فهاد ضمن فعاليات مهرجان الدمام المسرحي للعروض القصيرة ، و كان محور العمل فكرة تجريبية ابتدأها الفنان راشد الشمراني مع ثلاثة مخرجين ليقوم كل مخرج بإخراج العمل حسب رؤيته وأفكاره التي يراها مناسبة للفكرة ، ورغم أن عنوان المسرحية "الدود" لم يوجد في المسرحية إلا في مشهد واحد من العرض الذي كانت تختلف مشاهده من مشهد إلى آخر مع وجود حوار في بعض المشاهد أقحمت دون رابط فيما بينها في أمر سبب الكثير من الإرباك للجمهور الذي أكد البعض منهم بعد انتهاء العرض بأنهم لم يجدوا أي ترابط في العمل ، كما ساهمت الأخطاء اللغوية لدى الممثلين وضعف التفاعل في أداء الممثلين في زيادة سلبيات العرض. الندوة التطبيقية بعدها جاءت الندوة التطبيقية والتي أدارها الشاعر زكي الصدير بحضور الناقد المسرحي نوح الجمعان والمخرج أسامة خالد لتؤيد الجمهور في بعض ملاحظاته حيث أكد الجمعان على أن كل عمل مسرحي يصنع من خلال جهود المؤلف والمخرج ، وهنا العمل لا ينتمي إلى راشد الشمراني مطالباً بمزيد من الدقة والصراحة في حال أردنا تطوير المسرح في المملكة ، وأضاف الجمعان : عرض "الدود" كان فاقداً للرسالة والتي هي أحد الأسس لأي عمل مسرحي ، والعمل بحاجة إلى إعادة تنظيم حتى يتفاعل معه المتلقي وكان واضحاً خلال العرض أن هناك حركات غير مدروسة وهي مجرد إيحاءات دون وعي وإدراك . من جهته حاول المخرج أسامة خالد أن يلطف عباراته تجاه العرض إلا أنه اعترف بوجود خلط واضح ما بين النص قبل الإخراج وبعد الإخراج ، وان لكل عرض ظروفه ، بالإضافة إلى أن العمل افتقد عناصر أساسية وهي عدم نضوج الفكرة بشكل كبير . في حين قال الشاعر أحمد الملا: إن العمل افتقد كثيرا من عناصر المسرح مثل السينوغرافيا والدهشة وجمال العرض وهو أمر أفقده الكثير من القيمة الفنية . أما المسرحي علي السعيد فبين أن المسرح التجريبي في العالم العربي انتهى منذ زمن واعتقد أنه تحول من مسرح تجريب إلى تخريب ، فلم أر كمشاهد أي حوار باستثناء حوار قصير كان مقحماً لأجل أن يكون حواراً فقط . وفي ختام الندوة التطبيقية تحدث راشد الشمراني عن التجربة مؤكدا أنها لم تكتمل وأن الجمهور متورط أيضا في إكمال المشروع ولا يوجد نص إنما هي شذرات وأنا لم أنته من كتابة النص حتى الآن . ويضيف الشمراني قائلاً : العرض تم عرضه في أكثر من مهرجان وكنت حريصاً أن نشارك في مهرجان الدمام لسماع الآراء والنقد البناء وهو ما كان متوقعا ولو حدث عكس ذلك لشككت في ذائقة الجمهور المسرحي في الدمام.