بفكرة تمحورت في التفريق بين النجاح في الدراسة ومثيله في الحياة؛ جاءت مسرحية «كشتة» التي شارك بها فرع جمعية الثقافة والفنون بالأحساء على هامش مهرجان صيف ارامكو السعودية الثقافي 2011م بالظهران، الذي اختتم مؤخرًا، وقد شهدت المسرحية حضورًا كبيرًا فاق تقديره الأربعة آلاف، تابعوا أحداث المسرحية التي تدور حول مجموعة من الطلاب يقومون برحلة مع معلمهم الى إحدى الغابات، حيث قرر المعلم تعريف طلابه الفرق بين النجاح في الدراسة والنجاح في الحياة بطريقة ممتعة ومشوقة وجدت الفكاهة والفائدة، وهي من تأليف سامي الجمعان وبطولة مجموعة من الممثلين. وبدا أن مخرج المسرحية نوح الجمعان متمكن من الأدوات الخارجية بالإضافة إلى دقة اختياره للنصوص من واقع تراكم تجربته المسرحية، حيث استطاع الجمعان في نص «كشتة» الاستفادة من كل تجاربه السابقة سواء في الإخراج او التمثيل او التأليف في التصدي للنص واستخدام وسائل الإخراج وخاصة في المفردات الكتابية البصرية من خلال الموسيقى والمقاطع الغنائي التي جعلت من النص أكثر روعة، وكان واضحًا أن الهدف الأسمي للمخرج أن النجاح في المدرسة ليس بالضرورة هو نجاح في الحياة. وفي العرض أجاد الممثلون الأداء في حالات التغير، الفرح، الحزن والخيال بالإضافة الى حالة الصراع النفسي عند قراءة رسالة المعلم الذي يعود للمدينة وهنا جوهر وأساس العمل «الاعتماد على النفس». وكان بطل عرض مسرحية «كشتة» هو الأداء الجماعي لمجموعة الممثلين الشباب الذين كانوا مبدعين في العرض المسرحي، فقد استطاع الممثلون التركيز في أداء الشخصيات المطلوبة على خشبة المسرح والانفصال عن أي شيء آخر وخاصة في الانتقال من مشهد الى آخر ومن حوار الى آخر، وكان لصوت الشخصيات والموسيقى والمقاطع الغنائية تأثير رائع على حالة المشاهد وتركيزه في متابعة أحداث النص المسرحي، فكان الصوت كأنه صوت أدبي مسموع يحدد من خلالها الأهداف التي كتبها المؤلف ويريد المخرج إيصالها للجمهور وخاصة فئة الأطفال.