عبدالرحمن بن عبيد السدر الحمد لله واهب النعم و مجزلها عظيم الفضل والإحسان فمن أعظم نعمه أن جعلنا من خير أمة أخرجت للناس كما في قول الحق تبارك وتعالى( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) وخص بلادنا بنعم من أجلها وأعظمها نعمة العقيدة الصافية وتطبيق شرعه والعمل به والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لقد أسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ورحمه حيث قال ” قررنا أن نعين هيئات في جميع بلدان المسلمين، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ومن أهم ذلك إلزام الناس بالمحافظة على الصلوات الخمس في جماعة….إلى آخره. فكان هذا القرار بزوغ فجر جهاز الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتتابع من بعده أبناؤه البررة على هذا النهج وتميزوا بدعم هذا الجهاز المبارك بجميع ما يحتاجه ويطوره حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه الذي عرف عنه مناصرته للهيئة ودعمه لها في شتى المجالات فمما أثر عنه أيده الله قوله ” ليس غريباً على هذه الدولة أن تكون الدولة الوحيدة في العالم التي فيها هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأن هذا شيء من عقيدتها، ولا شك كما قلت لكم أن شريعة هذه الدولة تنبع وتستمد من العقيدة الإسلامية… والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، جزء أساس من العقيدة الإسلامية وعامل مهم من عوامل إصلاح المجتمع”. فكان رعاه الله نعم الداعم لهذا المرفق الهام. ثم أتى تأكيد ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وفقه الله بقوله ” أن هذا الاستقرار لم يكن ليتحقق لولا إقامة العدل بمنهج يزيد الثقة في مؤسسات القضاء وأجهزة الرقابة، ويكشف الغطاء عن الفساد، ويحاسب بعدل وشفافية، ولم يكن لهذا الاستقرار أن يستمر، لولا تطبيق أحكام الله، والعمل بما جاء في الشريعة الإسلامية دستوراً مضيئاً للمملكة. وجاء في النظام الأساسي للحكم كما في المادة الثالثة والعشرين “تحمي الدولة عقيدة الإسلام، وتطبق شريعته، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقوم بواجب الدعوة إلى الله”. فلم تكن نشأة الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليدة الساعة ، ولم تكن رعاية ولاة أمرنا يحفظهم الله لهذا الجهاز المبارك ودعم أعماله حديثة. وإن المتأمل لهذا المؤتمر( منهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودور المملكة العربية السعودية في تعزيزه ) ليدرك يسير من كثير: 1_ أن انعقاد المؤتمر جاء بموافق كريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه وفي هذا تأكيد للرعاية والاهتمام وأن الجهاز يمارس مهامه وواجباته. 2_ أن هذا المؤتمر يحضى بعناية من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد وفقه الله وفي ذلك رعاية واضحة من سموه بالهيئة وتطويرها. 3_ أن هذا المؤتمر يترجم دور المملكة الريادي في تطبيق شعائر الدين والاهتمام بها وأنها قدوة للعالم أجمع في تطبيق الشريعة الإسلامية. 4_ أن هذا المؤتمر يواكب الرؤية الطموحة 2030 والتي من شأنها التطوير في الآليات والبرامج والتي تسهم في زرع الحس والوعي في أفراد المجتمع بما يجعله مجتمعاً واعياً محافظاً على تعاليم الدين والقيم الفاضلة. 5_ أن من مقاصد هذا المؤتمر تقديم نماذج من منهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهودهم العلمية والعملية، وتحقيق دور المسؤولية المجتمعية في تعزيز شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكذلك إبراز دور المملكة العربية السعودية في تعزيز منهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 6_ عناية الرئاسة العامة بربط عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق منهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن وتنقيته ممّا علق به من أصحاب الأفكار الضالة والمناهج الفاسدة والعقائد الباطلة التي تستغله لتحقيق مآربهم وأفكارهم الضالة، في جهد كبير ومميز يبذله ويقدمه واضحاً جلياً معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند وفقه الله في خدمة هذا الجهاز المبارك وما يشهده من تطور في جميع المجالات التي يفاخر بها. 7_ التفاعل الكبير من أصحاب المعالي رؤساء الجلسات ومن الباحثين المميزين الذين قدموا بحوثاً متنوعة وأوراق عمل مميزة تثري هذا الموضوع وتزيد من قوته. 8_ كل الشكر لله أولاً على هذا النجاح، وعظيم الشكر لمعالي الرئيس العام يحفظه الله ولأصحاب الفضيلة الوكلاء وللجان العاملة التي ساهمت في هذا النجاح الكبير الذي يستحق الإشادة. حفظ الله بلادنا وولاة أمرها وعلمائنا ورجال أمننا ووطننا من كل سوء ومكروه. اللهم أدم علينا نعمك الظاهرة والباطنة واجعلنا من الشاكرين.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.