غطت كاريكاتورات القذافي والعبارات الساخرة منه شوارع المدن المحررة وتحولت أفكاره لا سيما تلك التي أوردها في كتابه الأخضر ونظريته التي تسمى «النظرية العالمية الثالثة» في مواجهة الرأسماليه والاشتراكية وروايته «القرية القرية الأرض الأرض وانتحار رائد الفضاء» إلى مثار للسخرية، حولته إلى شخصية تهريجية وكوميدية في أذهان الكثيرين. وقد أوردت جريدة “الأنباء” الكويتية، غرائب القذافي بلسان الليبيين خلال فترة حكمه والتي اتسمت بالغرابة، وبعضها بلغ حد الجنون، وتركت اثارا سلبية في نفوس ابناء الشعب الليبي الذي عانى الامرين خلال سنوات حكمه ال 42. وبدأ تقريرها الذي أوردته من لسان الليبيين بإلغاء القذافي لتعليم اللغات الأجنبية وتحديدا الإنجليزية والفرنسية في التعليم الاساسي وإغلاق كليات وأقسام اللغات، وإجبار الشعب الليبي على التقشف طيلة سنوات بوقفه استيراد السلع من الخارج، ونتج عن هذا الأمر أن الأطفال لم يعودوا يعرفون الموز وأنواعا عديدة من الفاكهة، واستمر ذلك 5 سنوات سميت بسنوات شد الاحزمة، وقد علق القذافي على الشوكولاتة بأنها سلعة كمالية وليس هناك من داع لتناولها. وقال الليبيون لقد شهدت سنوات حكم القذافي عمليات إعدام سرية وعلنية مروعة وضحايا بعضها تجاوز الألف ضحية في وقت واحد، كما حصل في مجزرة بنغازي الشهيرة. وأوضحت “الأنباء” أن القذافي لا يحب أن تذكر أسماء غير اسمه لاسيما أسماء الرياضيين الذين يحظون بشعبية كبيرة، وقد اصدر توجيهات للمعلقين بذكر أرقام اللاعبين بدلا من أسمائهم! والأمر كذلك بالنسبة للأمناء (الوزراء في النظام الليبي) بحيث يقتصر التعريف على اللقب: أمين الزراعة أمين الصناعة أمين الإعلام دون الاسم! وقيد القذافي استيراد السيارات لفترة أدت إلى حصول أزمة نقل تحت شعار “لكل عائلة مركوب واحد لأن المركوب يلوث البيئة”. وكان القذافي يتدخل في تغيير مناهج الدراسة بشكل مباشر وخاصة برامج الاطفال، ويركز على تعليم الطفل أن «الأم في البيت» و«امي تطبخ» و«امي تكنس» و«ابي مزارع يزرع الاكل حتى نأكل»! كما استبدل اسماء المشروبات الغازية: سفن اب، فأصبحت «سبعة»، وبيبسي «سعادة» وميراندا «مرادة»! ومن مقولات القذافي الغريبة إن أصل شكسبير عربي، وهو «الشيخ زبير» ووالد اوباما هو حسين أبو عمامة. ومن مقولاته ايضا ان الملكة اليزابيث الثانية ملكة انجلترا مسكينة ولا تعرف شيئا، فهي تخرج مرة في السنة على الشعب كديكور، وهذا هو دورها في الحياة! وقال في أحد خطاباته الى الشعب سأل: لماذا لا تذهبون إلى إفريقيا وتعيشون فيها، هناك غابات وشلالات وانا مستعد ان أعطي 100 الف دينار لكل من يذهب إلى افريقيا ويتزوج افريقية، بترول ليبيا سوف ينتهي ولن يفيدكم انسوه، إفريقيا ستفيدكم! كما قام بتحديد نفقات السفر الى الخارج في احدى السنوات، مشيرا الى انه لا يحق للمواطن صرف اكثرمن 1000 دولار سواء للعلاج او السياحة ومهما كانت المدة يوما أو سنة! وقد حفظ الليبيون الكثير من مقولات الكتاب الاخضر الذي رافقهم طوال سنوات دراستهم ومنها: «الأرض لمن يزرعها البيت لساكنه من تحزب خان الحزبية اجهاض للديموقراطية لا استقلال لشعب يأكل من وراء البحر السيارة لمن يقودها»! كما تواتر بين الليبيين معلومات عن أن القذافي امر بنقش صورته على كميات من النقود الذهبية التي رميت في مياه البحر المتوسط، ليعثر عليها بعد مئات السنين وتكون اشارة الى عظمته في نظر الاجيال! ومن الغريب أنه حاول تطبيق مشروع الاكتفاء الذاتي وفرض المبادلة السلعية بين المواطنين فمن يعد الخبز يعده بنفسه، ويبادله مع من يزرع الطماط أو الاثاث ولا يستخدم عاملا انطلاقا من مبدأ اننا «شركاء ولسنا اجراء رأسمالية»! وكان الهدف من ذلك الوصول الى مرحلة يتم فيها الاستغناء عن العملة النقدية!