قال المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ وزير الشؤون البلدية والقروية، إن الوزارة طورت استراتيجية شاملة للنهوض بالقطاع البلدي اشتملت على العديد من المبادرات والبرامج الرئيسية. وأوضح آل الشيخ، أن تلك المبادرات والبرامج تعمل على رفع جودة وكفاءة القطاع وتحسين أدائه ابتداءً من تحديث الاستراتيجية العمرانية الوطنية، وضبط وتنظيم التنمية الحضرية وتعزيز استدامتها، والاستغلال الأمثل للموارد وتنميتها، وتطوير الخدمات العامة وتيسير الوصول إليها، وصولاً إلى زيادة كفاءة تشغيل شبكات البنية التحتية، وتحسين البيئة والأنسنة في المدن وتحفيز قدراتها الاقتصادية وبناء وتعزيز شراكات مستدامة مع القطاع الخاص. وافتتح المهندس عبداللطيف آل الشيخ أعمال “منتدى التخطيط الحضري” في دورته الثانية التي تعقد بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية “الموئل”، صباح اليوم الاثنين بقاعة المؤتمرات بفندق كراون بلازا الرياض، بمشاركة واسعة من الخبراء والمختصين وصناع القرار من داخل المملكة وخارجها. وقال “آل الشيخ” في كلمته: “تواجه مدننا في المملكة، مجموعة من التحديات الرئيسية، يأتي في مقدمتها التوسع الحضري السريع الذي يمارس ضغوطاً متزايدة على البنية التحتية والمرافق والخدمات، والاعتماد على نظام النقل الفردي الذي يؤدي إلى المزيد من الازدحام المروري والتلوث البيئي ، إضافة إلى شيوع أنماط الاستهلاك غير المستدام”. وأشار إلى أن مدن المملكة تزخر بالكثير من الفرص الواعدة، منها الاستفادة من مشاريع التنمية الكبرى والاستثمارات الضخمة التي تشهدها كافة مناطق المملكة، بتوجيه ودعم من حكومتنا الرشيدة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية حفظه الله، منها إنشاء أنظمة نقل حضري مستدامة في المدن الرئيسية تتمثل في شبكات النقل العام المتطورة، وسكك الحديد والمطارات والموانئ الحديثة، إضافة إلى بناء الجامعات والمستشفيات المتخصصة ومدن المال والاعمال، والتقنية والصناعة والرياضة، ونشر مفهوم وتطبيقات المدن الذكية، وتطوير مراكز المدن وتهيئتها لاجتذاب أنشطة الأعمال والترفيه، مما سيسهم بمشيئة الله في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورفع جاذبية المدن السعودية، لاستقطاب الاستثمارات النوعية، وتفعيل المزايا التنافسية للمدن المتوسطة والصغيرة في المملكة. وأشاد الوزير بمستوى التعاون الكبير والشراكة الفاعلة بين وزارة الشؤون البلدية والقروية وبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية “الموئل” والتي يشكل انعقاد هذا المنتدى في دورته الثانية، أحد ثمارها المتعددة مؤكداً حرص الوزارة على أن تتواصل هذه الشراكة في المستقبل لتساهم في تحقيق مستقبل حضري مستدام ومزدهر بالمدن السعودية، موجهاً معاليه شكره وتقديره لكافة الجهات المشاركة في المنتدى من القطاعين الحكومي والخاص، والمجالس والمؤسسات العلمية، ومؤسسات المجتمع المدني، والجامعات والمؤسسات الإقليمية والدولية. من جانبه، أوضح وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية لتخطيط المدن رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى الدكتور عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ أن المملكة واحدة من أكثر البلدان تحضراً، حيث يعيش (83 %) من سكانها في المناطق الحضرية، وتشهد نمواً سريعاً بنسبة (2.4 %) سنويا، وهي نسبة من أسرع المعدلات في المنطقة، والمتوقع ان يصل عدد سكانها الى 45 مليون نسمة بحلول عام 2050م بزيادة قدرها 15 مليون نسمة على مدى 32 عام. وقال إن المنتدى يهدف للربط بين دور التخطيط الحضري في تحقيق رؤية المملكة 2030 ومخرجات ونتائج البرنامج، حيث يمثل منصة لتبادل الأفكار مع الخبراء والمختصين وصناع القرار لطرح رؤية الوزارة لمستقبل المدن السعودية، حيث يتضمن (9) جلسات رئيسة تناقش العديد من المحاور مثل تعزيز تنافسية المدن وجذب الاستثمار، بناء الشراكات لتطوير المدن، حوكمة إدارة المدن، ودور الشباب والمرأة في تخطيط مستقبل أفضل لمدننا. لافتاً أن المنتدى يتضمن منصات تفاعلية منها ” المدرج الحضري المفتوح ” والذي يقام لأول مرة في المملكة، حيث ستناقش من خلاله كثير من التجارب الناجحة للأمانات والشركات ومؤسسات المجتمع المدني. كما سيقام أيضاً ضمن فعاليات المنتدى ثلاث ورش تدريبية متخصصة في مواضيع مرتبطة بالمنتدى، كما سيتم -ولأول مرة وبتعاون مع مدارس الرياض -تنظيم مسابقة للصغار “مخططوا المستقبل” باستخدام برنامج (ماين كرافت) كما نظم المنتدى مسابقة للشباب في تصميم “الواحة الحضرية” وذلك بتحويل جزء من مواقف عامة للسيارات في مدينة الرياض الى مساحات يمكن للمارة الجلوس بها والاستمتاع بالمدينة. من جانبها قدمت مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية، ميمونة شريف شكرها وتقديرها لوزارة الشؤون البلدية والقروية على تنظيم هذا المنتدى، مثمنة ما يطرحه من أفكار ورؤى للنهوض بمستوى الخدمات البلدية في المملكة. وفي نهاية الحفل قام وزير الشؤون البلدية والقروية، بتكريم الفائزين في مسابقة تصميم “الواحة الحضرية”. بعد ذلك، افتتح المعرض المصاحب للمنتدى، الذي تشارك فيه العديد من الجهات الحكومية، وشركات استشارية عالمية لعرض خبراتهم الحديثة في التخطيط الحضري، وإدارة المدن.