الرياض - الوئام لم تمض أيام على ترديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على شعارات انتخابية في أكثر من ولاية أميركية وزعمه أن واشنطن متكفلة بحماية المملكة العربية السعودية ودول الخليج حتى أكد في اتصال هاتفي هو الثاني بأقل من 24 ساعة مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية أنه لا يحب خسارة استثمارات السعودية في القطاع العسكري والمقدرة ب110 مليار دولار، ولو أوقف هذه الاستثمارات فستوجه السعودية إلى الاستثمار لدى روسيا والصين”. تصريح ترامب الأخير يؤكد مجددا أن ما يذكره أمام أنصاره إنما هو كلام مزيف يهدف به إلى حشد مناصريه للوقوف إلى جواره، وهي شعارات أمريكية عكف على ترديدها المرشحون لانتخابات الرئاسة الأمريكية. فيما كان حوار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع صحيفة بلومبيرج الأميركية كان واضحا وصريحا الذي أكد “أننا لن ندفع شيئًا مقابل أمننا، نعتقد بأن جميع الأسلحة التي حصلنا عليها من الولاياتالمتحدةالأمريكية قد دفعنا من أجلها، إنها ليست أسلحة مجانية فمنذ أن بدأت العلاقة بين السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية؛ قمنا بشراء كل شيء بالمال. فقبل عامين، كانت لدينا إستراتيجية لتحويل معظم تسلحنا إلى دول أخرى، ولكن عندما أصبح ترامب رئيسًا قمنا بتغيير إستراتيجيتنا للتسلح مرة أخرى لل 10 أعوام القادمة لنجعل أكثر من 60% منها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ولهذا السبب خلقنا فرصًا من مبلغ ال 400 مليار دولار، وفرصًا للتسلح والاستثمار، وفرصًا تجارية أخرى. ولذلك فإن هذا يُعد إنجازًا جيدًا للرئيس ترامب وللسعودية. كما تتضمن تلك الاتفاقيات أيضًا تصنيع جزء من هذه الأسلحة في السعودية، وذلك سيخلق وظائف في أمريكا والسعودية، تجارة جيدة وفوائد جيدة لكلا البلدين، كما أنه نمو اقتصادي جيد، بالإضافة إلى أن ذلك سيساعد أمننا”. حديث ولي العهد، الذي كان بمثابة وضع النقاط على الحروف بأن المملكة العربية السعودية تشتري السلاح مقابل أموالها، بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي على ما يبدو أنها كانت دغدغة لمشاعر أنصاره في تجمع انتخابي للجمهوريين خاص بانتخابات التجديد النصفي للكونجرس، في ولاية مينيسوتا، عن مطالبته لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، بأن تدفع المملكة الأموال لأمريكا مقابل حمايتها. رسالة ترامب الأخيرة كانت واضحة بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستنهار، وأن الصيغة التي استخدمها مع المملكة العربية السعودية لا تستخدم إلا مع دول مثل اليابان والتي لا تملك جيوشا وقوة وتعيش على المساعدات العسكرية، أما أن يستخدمها مع دولة لها مكانة عالمية واقتصادية قوية، لها يد قوية في مساعدة الكثير من الشعوب والدول وأنفقت أكثر من 250 بليون دولار كمساعدات إغاثية وقروض، ولها وزنها السياسي والاقتصادي عالميا، فترامب يعلم جيدا مدى تأثير هذا على اقتصاد واشنطن. سياسة ترامب الذي عرف عنه التفكير بعقلية تجارية يبدو أنها تداركت سريعا، حجم مخاسرها والتي أعلنها صراحة، والشيء الأهم في العلاقات هي الثقة المتبادلة بين الأطراف لضمان استمرارها، وعليه أن يعيد حساباته الاقتصادية أولا. ومن المؤكد أن التصريح الأخير لدونالد ترامب لن يأتي على هوى الحاقدين على المملكة العربية السعودية، لأنه إن دل فإنما يدل على استقلالية قرار المملكة، وأنها تنفق أموالها لحماية أمنها وبناء جيشها.