كشفت وزارة الصحة أنها أحالت إعلامياً وصحفياً بتهمة انتهاك خصوصية المرضى وانتحال شخصية موظف عام والذي حاول أن يأتي بأرقى درجات المهنية بتقمص صفة طبيب وكشف المستور لما يجري داخل بعض المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية بمحافظة جدة وما وصل له الحال من تردي في الإدارة وقصور في العمل . ويأتي هذا القرار في الوقت الذي تروّج له وزارة الصحة " للمتسوق الخفي " والذي تزعم أنه يهدف للرقي في العمل وتقويم الأخطاء تحارب في الوقت ذاته من يقوم بذلك بصفة رسمية كالصحفي الذي من مهامه الكشف وتسليط الضوء على الأخطاء والقصور في الأعمال . هذا وقد أتى هذا الموقف الإعلامي والمهني الشجاع بعدما تمكن أحد الإعلاميين السعوديين والمنتمي لإحدى الصحف الورقية بالمملكة العربية السعودية من كشف الستار عما يدور داخل أروقة المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية بمحافظة جدة وإظهار بعض من جوانب القصور التي قد تشوب بعض مستشفياتنا ولعل الهدف من ذلك هو محاولة إدراك ما يمكن إدراكه لعلاج ذلك القصور قبل علاج المرضى . وبدأت قصة هذا العمل عندما قرر المحرر بصحيفة المدينة عبدالعزيز الغامدي خوض مغامرة كادت توقعه في الكثير من المخاطر بسبب هذا الموقف والتي تقمص من خلالها دور الطبيب المعالج وبالفعل عايش هذا الإعلامي مهنة الطب بعد إرتدائه الزي الطبي من لبس " البالطو الأبيض " والسماعة الطبية وجال بثلاث مستشفيات في جدة وخرج بتقرير لا يشبه تقرير الأطباء وإنما بتقرير إعلامي مهني متميز يجسّد حال الوضع الذي تعيشه بعض المستشفيات الحكومية . ويعد هذا التقرير الصحفي تقريراً مميزاً ورائعاً وبطولياً يواكب من خلاله ما انتهجته رؤية المملكة العربية السعودية مؤخراً ألا وهو " المتسوق الخفي " والذي من حقه أن يكشف جوانب القصور لدى بعض الجهات الحكومية ومؤسسات الدولة في المجال الذي ينتمي له . هذا وقد تداول رواد موقع التواصل الإجتماعي " تويتر " وسماً حمل هاشتاق # محاسبة الصحفي منتحل شخصية طبيب. حيث عبّر الكثيرين من الإعلاميين عن رأيهم تجاه ما قام به هذا الإعلامي وكذلك ذكرهم لبعض الخلل والقصور التي تحويه مستشفياتنا . وشارك الإعلامي خالد العرابي الحارثي في هذا الهاشتاق قائلاً : هذا الصحفي بطل استطاع أن يكشف أخطاء وقصور في تقديم الخدمة الطبية للمرضى من خلال تقمص دور الطبيب ، لو دخل هذا الصحفي بشخصيته الحقيقية للمستشفى بهدف اجراء لقاءات مع المرضى لن يسمح له بذالك !! فيما عبّر ياسر المعارك أحد الكتّاب والإعلاميين السعوديين المختصين في الشأن الصحي عن رأيه قائلاً : الصحفي لم يزاول مهنة الطب ولا تنطبق عليه أي من شروط الجريمة أو مخالفة القانون بل قدم عملاً صحافياً راقياً بأفضل أساليبه الإستقصائية . وقال الإعلامي والكاتب خالد بن مساعد الزهراني : قال لكم : هنا موضع الألم وسبب الصداع وأنتم بين خيارين : العلاج أو يبقى الوضع على ماهو عليه واستعدوا للمزيد من التصدع و الصداع ! كيف السبيل إلى الشفاء عندما تعاني ( الصحة ) من ( المرض ) .