خالد الثبيتي يحتاج القادة اليوم إلى عدد كبير من المهارات، وعقلية جديدة للنجاح في بيئة أعمال أكثر مرونةً وسرعةً وتنافسيةً. قادة يكونوا قادرين على التفكير الاستراتيجي في سياق عالمي، وأن يحددوا رؤية ملهمة عبر الثقافات، قادة يتخذوا خيارات حكيمة وسط التعقيد وعدم اليقين، فادة يكونوا قادرين على قيادة فرق عالمية، وبناء شبكات ديناميكية، وزيادة قدرة المؤسسة على المنافسة. ويستدعي هذا الأمر على نحو متزايد قيادة تعاونية وإنشاء ثقافات تعاونية يمكنها الاستفادة من معارف وخبرات جميع أصحاب المصلحة في الابتكار والشراكة الفعالة والمنافسة والفوز. فالقيادة التعاونية تعني إشراك الذكاء الجماعي لتحقيق الأهداف والحصول على النتائج المطلوبة، إنها ترتكز على الإيمان بأن العمل الجماعي يكون أكثر ذكاءً، وأكثر إبداعاً، وأكثر كفاءةً، وتؤمن بأن النجاح يعتمد على صنع بيئة من الثقة والاحترام المتبادل والطموح المشترك، حيث يمكن للجميع المساهمة بشكل كامل وصريح في تحقيق الأهداف الجماعية. يحتاج القادة إلى إشراك الموظفين بشكل أكثر كمالًا في كل مستوى لتحسين الكفاءة وزيادة السرعة وتلبية احتياجات العملاء والابتكار. تحتاج الفرق إلى الاعتماد على وجهات نظر متنوعة من داخل وخارج المؤسسة لحل المشاكل وتحديد الفرص. حيث يعتمد نجاح نماذج الأعمال القائمة على الشراكات والتحالفات الاستراتيجية على القدرة على التعاون. القيادة التعاونية هي أسلوب يمارسه القادة الذين يدركون أهمية العلاقات بين الأشخاص ويتقاطعون في التعاون الوظيفي لتحقيق النجاح التنظيمي. أولئك القادة قادرون على تسهيل التفاعل بين الموظفين وشركاء الأعمال من مختلف المستويات، ولديهم الصبر للتعامل مع مستويات عالية جدا من الإحباط، وفيما يلي السمات المميزة الرئيسة للقائد التعاوني: – الدوافع المتوازنة: يسعى القائد التعاوني إلى صناعة قيمة أينما يعمل، ويتطلع دائمًا إلى استخدام الدوافع والنفوذ لخلق تأثير اجتماعي. – ليس مهووساً بالسيطرة: يسعى القائد التعاوني إلى عدم السيطرة، ولكن لإلهام الآخرين والعمل معًا كفريق واحد. – امتلاك مهارات قابلة للتوظيف: من أجل قيادة تعاونية ناجحة، يجب أن يكون لدى القائد التعاوني مجموعة من المهارات التي تعتبر ذات قيمة عبر وظائف وقطاعات متعددة، كالتخطيط الإستراتيجي، والتحليل الكمي، والقدرة على التحفيز وغيرها. – القيادة الأفقية: القيادة التعاونية تحطم الجدران والحواجز داخل المؤسسة، وتبني علاقات وظيفية متقاطعة قائمة على الثقة والتواصل. ولا يركز القائد التعاوني على التقارير المباشرة فقط، بل على قيادة الفريق، ويتطلب ذلك مهارة علاقات قوية وقدراً كبيراً من التأثير ليتمكن من قيادة الفريق أفقياً، هذه هي السمة المميزة الحقيقية للقائد التعاوني. – خوض المخاطرة: إن العمل تحت قيادة تعاونية أمراً رائعاً للنمو الشخصي والمهني؛ لأنهم يشجعون الموظفين دائماً على المجازفة والمخاطرة. إنها تخلق جواً من الثقة والأمان، مما يجعل الموظفين منفتحين على المخاطرة؛ لأنه بدون مخاطرة لن يكون هناك إبداعاً وابتكاراً وتطوراً. – الذكاء السياقي: بما أن أسلوب القيادة التعاونية ينطوي على أشخاص من مجالات وظيفية مختلفة في جميع أنحاء المؤسسة، فمن المرجح أن يمتلك القائد التعاوني ذكاء ومعرفة تمكنه من التعاطف مع الاختلافات داخل المؤسسة وبين القطاعات، خاصة فيما يتعلق بالثقافة واللغة ومؤشرات الأداء. – مشاركة المعلومات علانية: ما لم يتم تقاسم المعلومات بشكل علني عبر المؤسسة، فمن غير الممكن خلق جو من الثقة والتعاون بحيث يضمن القائد التعاوني تدفقًا مستمرًا من ذكاء الأعمال والسوق لتمريره من خلال فرق متعددة لتسهيل اتخاذ القرارات بشكل أفضل. – الصراع البناء: عندما يتم تشجيع الناس على التعبير عن آرائهم صراحة واتخاذ المخاطر، فمن الطبيعي أن تبرز الصراعات، فيدرك القائد التعاوني أن مثل هذا الصراع البنّاء ضرورياً لنمو المؤسسة، ولتطوير الأفكار وتقريب وجهات النظر. – الترابط الفكري: القائد التعاوني قادر على فهم قضية معينة من وجهة نظر القطاعات المختلفة. وأفضل طريقة للتعامل مع المشاكل المشتركة بين القطاعات تكون من قبل القائد التعاوني؛ لأنه يمتلك القدرة والخبرة الجيدة لفهم وجهات النظر المتعددة والمختلفة لنفس الموضوع. – يمتلك شبكة علاقات قوية: القادة التعاونيون لا يهدمون الجسور مع الآخرين واقعياً، بل إنه مستثمر جيد في بناء علاقات قوية في كل مكان. فإنه من المحتمل أن يستفيد من شبكات العلاقات المتكاملة القوية للتقدم في مسيرته المهنية، أو لبناء فرق رائعة للمؤسسة. تتطلب القيادة في الأوقات العصيبة الدبلوماسية، والرغبة في التخلي عن السيطرة، والتحرك نحو طرق تعاونية للقيام بالأمور، حيث يتم تشجيع الأفراد في جميع المستويات على اتخاذ المبادرة والعمل بطريقة تسهم في تحقيق الرؤية الشاملة للمؤسسة. د.خالد بن عواض بن عبدالله الثبيتي أستاذ الإدارة والتخطيط الاستراتيجي المشارك