أطل داعش برأسه مجددا في سوريا مبدلا استراتيجية الدفاع بالهجوم، بعدما سيطر التنظيم على أجزاء من البوكمال المدينة المحاذية للحدود العراقية. باغت التنظيم قوات النظام بعمليات انتحارية، وهجوم عنيف هو الأكبر على البوكمال منذ سيطرة قوات النظام وحلفائها عليها. وبعدما ظن التحالف والنظام السوري أنهما ألحقا هزيمة كبيرة بداعش، عاد التنظيم من جديد إلى المناطق التي كان قد طرد منها في سوريا. لكن عودة داعش لم تكن مفاجئة، ذلك أن التنظيم اتبع عقب هزيمته استراتيجيته الخلايا النائمة التي يبدو أنه اعطى الأمر بإيقاظها. وقبل أيام هاجم التنظيم أيضا قرى في الضفة الغربية لنهر الفرات وقتل العشرات من مسلحي النظام، بل وتمكن أيضا من إيجاد موطئ قدم له مجددا غربي نهر الفرات من خلال السيطرة على عدد من القرى. الجنوب السوري كان أيضا مسرحا للعمليات العسكرية، إذ هاجم التنظيم الإرهابي منطقة السويداء الصحراوية وقتل عددا من المقاتلين الموالين للنظام. ولكن ما لبث النظام أن استعاد أنفاسه من خلال هجوم معاكس تمكن من خلاله السيطرة على قرية الأشرفية وبئر العورة في الجهة الشمالية الشرقية للسويداء، فيما يبدو أن النظام يسعى للحسم في السويداء خاصة مع وصول مزيد من التعزيزات إلى هذه المنطقة وفي حين يقول المرصد السوري إن الهجمات هي الأولى من نوعها في المنطقة منذ أكثر من عام، يعتقد مراقبون أن مسلحي داعش في السويداء وباديتها مجرد فلول ممن انسحبوا من مخيم اليرموك. لكن الواضح أن هجمات التنظيم الأخيرة تدق ناقوس الخطر، وتشير إلى أن الاعتقاد بطي صفحة التنظيم في سوريا قد يكون سابقا لأوانه.