احتجزت الشرطة الروسية الزعيم المعارض ألكسي نافالني ونحو 1600 من النشطاء المناهضين للكرملين يوم السبت أثناء احتجاجات ضد الرئيس فلاديمير بوتين قبيل تنصيبه لفترة رئاسة رابعة. ودعا نافالني الشعب للنزول إلى الشوارع في أكثر من 90 بلدة ومدينة في أنحاء روسيا للتعبير عن معارضتهم لما وصفه بحكم بوتين الاستبدادي الشبيه بحكم القياصرة. وقال نافالني قبل احتجازه: سنجبر السلطات، التي تتألف من محتالين ولصوص، على أن تضع في الحسبان ملايين المواطنين الذين لم يصوتوا لبوتين. وحقق بوتين فوزاً ساحقاً في الانتخابات التي أجريت في مارس ليستمر في الحكم ستة أعوام أخرى حتى 2024 ما يجعله صاحب أطول مدة حكم منذ عهد جوزيف ستالين. واعتقلت الشرطة نافالني، الذي منع من خوض الانتخابات أمام بوتين استناداً إلى ما قال إنها حجة واهية، فور ظهوره في ميدان بوشكينسكايا بوسط موسكو بينما هتف الشبان روسيا دون بوتين ويسقط القيصر. ونُشر مقطع مصور للاحتجاز على الإنترنت ظهر فيه خمسة رجال أمن وهم يحملون نافالني من ذراعيه وساقيه إلى سيارة في مشهد تكرر عشرات المرات مع مؤيديه. وقالت شرطة موسكو إنه اعتقل لأنه نظم احتجاجاً دون تصريح. ونجح نافالني، الذي اعتقل وسجن لتنظيم احتجاجات مماثلة من قبل، في إلقاء كلمة موجزة أمام آلاف المتظاهرين قبل اعتقاله قال خلالها إنه سعيد بحضورهم. وفي وقت مبكر اليوم الأحد قال نافالني في تغريدة على تويتر، إن الشرطة أطلقت سراحه في انتظار المحاكمة. وقالت منظمة "أو.في.دي إنفو" المعنية بحقوق الإنسان والتي ترصد الاعتقال إنها تلقت تقارير عن اعتقال 1575 شخصاً في أنحاء البلاد، نحو نصفهم في موسكو. ونقلت وكالة إنترفاكس عن متحدث باسم الشرطة إن نحو 1500 شخص شاركوا في احتجاجات في موسكو. وقدر مراسلو رويترز عدد المشاركين بالآلاف. كما نظمت احتجاجات في الشرق الأقصى وسيبيريا وسان بطرسبرغ. وفي مدينة إيكاترينبرغ التي تقع على بعد 1500 كيلومتراً إلى الشرق من موسكو شاهد مراسل رويترز حشداً من المحتجين يضم أكثر من ألف شخص وكان بعضهم يهتف "يسقط القيصر". وظل بوتين في السلطة منذ عام 2000 رئيساً أو رئيس وزراء. ومن المنتظر تنصيب بوتين يوم الإثنين المقبل. وفاز بوتين بنسبة 77 % تقريباً وأكثر من 56 مليون صوت في الانتخابات التي أجريت في مارس وكان هذا أكبر نصر انتخابي له على الإطلاق والأكبر أيضاً لرئيس في حقبة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. ويقول هو وحلفاؤه إن هذا يمنحه تفويضاً كاملاً للحكم. لكن مراقبين أوروبيين قالوا إنه لم يكن هناك أي اختيار فعلي في الانتخابات واشتكوا من الضغط على المعارضين. ويتهم معارضون مثل نافالني بوتين باعتماد نظام سلطوي فاسد، وضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية بشكل غير قانوني في 2014، وهي خطوة تسببت في عزل روسيا على الساحة الدولية.