قال سعود العسكر، نائب محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، إن منظومة المعايير الحلال التي تعمل المملكة العربية السعودية عليها مع دول على رأسها الإمارات ستساهم في توفير وظائف وفرص تطور للمسلمين حول العالم، واضعا الخطة في إطار تحقيق أهداف "رؤية 2030" في المملكة التي شدد على أهمية دورها في هذا القطاع باعتبارها "محط أنظار المسلمين." العسكر شدد على أهمية تجربة المواصفات والمقاييس في السعودية، قائلا إن السعودية، ومن خلال موقعها كرائدة في العالم الإسلامي ومحط أنظار المسلمين تحاول جاهدة وضع منظومة كاملة لضبط المنتجات الحلال وضمان حليّة المنتجات المعروضة في السوق السعودية ثم في العالم الإسلامي ككل، وهدفنا الأساسي في وضع هذه المنظومة خدمة المسلمين في كل مكان سواء في الدول الإسلامية أو غير إسلامية." وتابع العسكر، في حديث لCNN بالعربية على هامش فعاليات الدورة الثالثة للمنصة العالمية لصناعة الحلال في دبي، التي نظمتها هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس بالقول: "نعرف أن المسلمين الآن في الدول غير المسلمة قد تفوق أعدادهم بعض الدول الإسلامية، لذلك كان من المناسب أن تكون المنظومة مقبولة على مستوى العالم حتى يمكن اشراك الجميع في تطبيقها وبالتالي خدمة المسلمين في كل مكان، فكان هذا هدف المملكة العربية السعودية في وضع هذه المنظومة." ولفت العسكر إلى أن الناس حاليا تركز فقط على عملية الذبح والتذكية بينما منظومة الحلال هي في الواقع "منظومة متكاملة وكبيرة، سواء في المواد الغذائية المصنعة في مستحضرات التجميل في السياحة وفي الأمور المالية". واستطرد بالقول: " لذلك لابد أن يُنظر للمنظومة بشكل عام، وليس فقط بمنظور الذبح الحلال أو التذكية الحلال." وشدد المسؤول السعودي على أن بلاده تعمل وفق هذا التصور، بالمشاركة مع دول الخليج وسائر الدول العربية، من باب رئاستها اللجنة العربية لصناعة الحلال واللجنة الخليجية لمواصفات الحلال. وعن الفرص المتوفرة في قطاع الحلال، بعيدا عن الأغذية والمشروبات، لفت العسكر إلى أن المقاييس بحد ذاتها ستوفر في نهاية المطاف فرص عمل للكثيرين، موضحا وجهة نظره بالقول: "أصل القاعدة الأساسية في الشريعة الإسلامية أن كل ما يوجد على هذه الأرض هو حلال للبشر ما لم يوجد نص شرعي بحرمته، وبالتالي لا نريد أن نشكك الناس في كل شيء، فالأصل أن كل شيء حلال ما لم يوجد نص يؤكد حرمته. وتابع شارحا: "هدف المنظومة التي نحاول ان نطبقها في السعودية – وبالتعاون مع دولة الإمارات – رفع مستوى الوظائف المتاحة للمسلمين في كل مكان في العالم. الوظائف المتاحة اليوم في مجال الحلال تقصر على الذبح ومتابعة الذبح، لكن هدف المنظومة بعد اكتمالها هو فتح المجال لتوظيف مسلمين وفق المواصفات المعتمدة، أي سيكون هناك فرص وظيفية حول العالم للمسلمين في المختبرات ومراكز التدقيق، ما يوفر إمكانية إطلاق صناعات جديدة أيضا." وأكد العسكر أن المنظمة السعودية للحلال تتوافق بشكل كامل مع مشروع "رؤية 2030" التي طرحها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لتطوير وتحديث اقتصاد المملكة قائلا: "هذا هو أحد مقومات رؤية المملكة 2030/، وهو رفع مستوى جودة الحياة في المجتمع السعودي وتوفير كل ما هو مناسب وجيد وطيب للمستهلك في المملكة العربية السعودية."