يستخدم الثوار الليبيون في الجبل الغربي الحمير لنقل الامدادات عبر ممرات خلف خطوط كتائب القذافي إلى بلدة يفرن المحاصرة.ويقول ثوار وسكان غادروا المنطقة إن بلدة القلعة القريبة في وضع مماثل وان الثوار يحثون حلف شمال الاطلسي على اسقاط مساعدات انسانية في المنطقة لتخفيف حدة النقص الشديد في الغذاء ومياه الشرب.وقال رجل ذكر ان اسمه محمد “انها كارثة” مضيفا انه سار الى الزنتان من القلعة بين مواقع القوات الموالية للقذافي.وقال في مقر المجلس العسكري للثوار في الزنتان “أطلب من الثوار المساعدة في فتح ممر الى القلعة”وفي الاسبوع الماضي قال طبيب أجنبي في الزنتان ان رجلين سارا ليلتين عبر الجبال من يفرن للوصول الى هناك.وتقع المنطقة على مسافة نحو 20 كيلومترا الى الشرق من الزنتان وهي الاخيرة في سلسلة بلدات تخضع لسيطرة الثوار وتمتد لمسافة تزيد على 200 كيلومتر بامتداد الجبل من المعبر الحدودي مع تونس الذي تسيطر عليه الثوار. وتعاني الزنتان نفسها من نقص الغذاء والمياه. وهذه البلدة وعدة بلدات اخري في الجبل الغربي بدون كهرباء منذ اسبوع حيث قطعتها قوات موالية للقذافي في السهول الصحراوية حيث تقع المحطات الفرعية لتوليد الكهرباء.ويسارع الثوار لاستيراد مولدات كهرباء تعمل بوقود الديزل لضخ المياه من الابار.وتساءل العقيد جمعة ابراهيم وهو ثائر بارز في الزنتان وطيار سابق لطائرات ميج 25 المقاتلة بالقوات الجوية الليبية عما يمنع حلف الاطلسي من القيام برحلة جوية لاسقاط مساعدات على يفرن. واضاف ان هذه المسألة سهلة جدا. وأضاف أن قوات القذافي تنسحب بمجرد ان تسمع أزيز الطائرات.ومثل معظم بلدات الجبل الغربي يسكن يفرن مزيج من العرب والامازيج وهم أقلية عرقية انضموا الى الثوار ضد حكم القذافي المستمر منذ 43 عاما ويرون فرصة لاعادة تأكيد الهوية التي حرموا منها خلال حكم العقيد الليبي.ووصل الصراع في هذه المنطقة الى طريق مسدود ويتخلله قصف عشوائي للصحراء ومشارف بلدات تسيطر عليها الثوار فيما يقول الثوار انه تكتيك من جانب القوات الموالية للقذافي لاجبار الناس على الفرار. وفر بالفعل أكثر من 40 الف شخص وجدوا ملاذا في تونس.ولم تتمكن منظمات الاغاثة من الوصول الى يفرن وانسحبت منظمة أطباء بلا حدود هذا الاسبوع من الزنتان بعد ان هدد قصف وسط البلدة المستشفى.ويقول ثوار وسكان فروا من يفرن ان القوات الموالية للقذافي تسيطر على وسط البلدة لكن رجالا بالبلدة حملوا السلاح يحتلون عددا من المنازل على ارض مرتفعة عند أطراف البلدة.وقال فتحي الأياب وهو معارض بارز في الزنتان ان مدنيين لا يزالون موجودين في يفرن والقلعة وبلدة ككلا. ولجأ الثوار الى أسلوب الكر والفر والاستيلاء على الاسلحة والذخيرة لمواصلة القتال.وهاجموا هذا الاسبوع ككلا واقتربوا من يفرن وخسروا عددا من المقاتلين لكنهم استولوا على ثلاث شاحنات عل الاقل مركب عليها مدافع مضادة للطائرات.وقال الأياب “كنا قريبين جدا من يفرن”. وأضاف “قتلنا ثمانية واعتقلنا ثلاثة”.وقال ان الثوار يرسلون الامدادات والاسلحة والذخيرة عبر ممرات جبلية مستغلين معرفتهم التفصيلية بتضاريس المنطقة.وقال “نستخدم الحمير والجياد. نرسل الذخيرة عبر الجبال لكن خلال الليل فقط لان الأمر شديد الخطورة”.وقال متحدث باسم حلف الاطلسي امس الأول الثلاثاء ان “القصف الوحشي ودون تمييز” من جانب القوات الموالية للقذافي يجعل الحياة “بالغة الصعوبة والخطورة بالنسبة لسكان يفرن”.