سلط ماجد رافيزارده، رئيس المجلس الأميركي العالمي لغرفة التجارة والأعمال الأميركية-الشرق أوسطية الضوء على التهديد الذي تمثله قطر لأوروبا عموماً وبريطانيا خصوصاً. وقال في مقال نشر في موقع «هافينجتون بوست» إن خبراء وزعماء دوليين، بمن فيهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب وثقوا جيداً بالدور الذي لعبته قطر في دعم التطرف في المنطقة. ومع ذلك، لفت إلى أهمية التركيز على أن هذه الأنواع من الدعم للجماعات الإرهابية وأتباعها تشكل تهديداً خطيراً لأوروبا، وتحديداً لبريطانيا. ففي ما يتعلق بأوروبا وخصوصاً بريطانيا، أشار تقرير ل«هنري جاكسون سوسايتي»، وفقاً ل «الجارديان» أن «صندوق المنتدى الذي تموله قطر كان مرتبطاً بعدد من المساجد التي شجعت الشباب على التطرف. وفيما يتعلق بمجموعة من الشباب البريطانيين من كارديف، علم أن جمهور مسجد المنار المرتبط بالمنتدى كان لافتاً في تشدده وقرار الذهاب إلى سوريا للانضمام إلى داعش». وعرضت مجموعة «قطر إن تشيك فيتشرز» بعض المقابلات والتقارير مع خبراء غربيين حذروا من نشاطات قطر. وعندما سئل خبير أميركي، وهو مستشار سابق في مجلس الأمن القومي، على قناة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية «أي دور تلعبه قطر؟»، أجاب أنها في قلب كل هذا. اتخذت قطر مكانها في مقدمة الدول التي تدعم القاعدة والجماعات المرتبطة بهذا التنظيم. ويضيف رافيزاده أن قرار دعم التطرف الإسلامي يأتي من القيادات العليا. وبحسب الخبير الأميركي إن «هذه القرارات تتخذ في أعلى مستويات القيادة، وبذلك تتحرك قطر كنظام ملكي، أي أن مسؤوليها ونشاطاتها يتبعون أوامر الحكومة، وفي هذا الإطار ثمة سياسة لدعم المتطرفين في المنطقة. هذه سياسة قطر». وقال مستشار سابق آخر للأمن القومي، إن «قطر خرجت في عهد الأمير السابق، من كونها لاعباً صغيراً غامضاً نسبياً إلى موقع بارز». إلى ذلك، ينسب الباحث إلى «مجلة البرلمان» أن «أوروبا تشعر بتأثير سلوك قطر، وعلى المؤسسات الأوروبية أن تركز أكثر على هذه المسألة. أربع دول في المنطقة هي السعودية والإمارات والبحرين ومصر، فرضت سلسلة من الإجراءات الاقتصادية والدبلوماسية تدل على عدم رضاها حيال قطر، وتمارس ضغوطاً على الحكومة لتغيير سلوكها». ويضيف رافيزاده أن الأزمة مع قطر ليست خلافاً محلياً، محذراً من أن إخفاق الدوحة في منع تمويل الإرهابيين ومن التحرك بحرية له تأثير كبير على الأمن الأوروبي والعالمي. ويذكر بأن الكونجرس الأميركي كان على علم منذ فترة طويلة بأن «الجمعيات الخيرية كانت تساعد في نقل الأموال المرتبطة بالقاعدة وتبييضها». وفي الفترة الأخيرة، أعربت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن دعمها للإمارات وحضت قطر على مكافحة الإرهاب. وقدم زعماء عالميون آخرون أيضاً دعمهم للإمارات والسعودية ودول أخرى في مجلس التعاون الخليجي للوقوف في وجه قطر. وصرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن قطر كانت لسوء الحظ تاريخياً ممولاً للإرهاب على مستوى عالٍ، «لذا علينا اتخاذ قرار، فهل نسلك الطريق السهل، أو نتخذ أخيراً قراراً صعباً ولكن ضرورياً. علينا أن نوقف دعم الإرهاب…الوقت حان لحض قطر على إنهاء تمويلها الإرهاب». وخلص بالقول «يتحتم على أوروبا، وخاصة المملكة المتحدة، العمل بشكل وثيق مع مجلس التعاون الخليجي لمواجهة دعم قطر للتطرف».