يكاد التاريخ يعيد نفسه ها هي حكومة قطر تقع في ذات الأخطاء التي ارتكبتها العديد من الدول العربية التي حاولت سياساتها تجاوز حدودها للتدخل وراء حدود الآخرين بدءًا بالعراق، ومروراً بسوريا، وانتهاءً بلبيا فالوقائع متشابه والسيناريوهات مختلفة !! فكل دولة عربية حاولت أن تمارس دوراً أكبر من دورها وتحاول أن تكون عابرة للحدود باتت مسرحاً لصراعات القوى وتقاطع وتعارض المصالح وكل ذلك متجسد في الحالة القطرية. الطيش السياسي لساسة قطر بلغ أوجه فخلع ساسة قطر العباءة العربية الأصيلة، والعقال الخليجي، وساروا في ركاب الطرابيش التركية، والعمائم الإيرانية، ولم يعوا أن هذا رهان خاسر. دول الخليج لقطر هي العمق الاستراتيجي محاولة أمير قطر بالنأي بقطر عن محيطها الخليج الكبير، وعمقها الاجتماعي العربي، وتوظيف قناة الجزيرة للإساءة لأشقائه العرب، وجعلها منصة لكل ناعق، واحتضان أرباب الفكر الإرهابي، ومحاولة التأليب وشق الصف، لا يعدو عن كونه عبث، ورعونة سياسية، وتهور، ومغامرة غير محسوبة ستجني قطر من ورائها ماجنته الدول عربية التي حاولت أن تكون عابرة للحدود !! لعل المتعاطفين مع ساسة قطر لم يدركوا أن سياسة قطر، وصلفها السياسي وصل مرحلة خطيرة باتت تهدد وحدة الخليج، بل تجاوز التهديد ليهدد وحدة المملكة، فتسجيل المكالمة المسربة بين الهالك معمر القذافي و حمد بن خليفة آل ثاني يعكس أبعاد المؤامرة، فلقد نقضت تلك المكالمة عرى الأخوة ولم تبق مجالاً للتعاطف. التصعيد الإعلامي الذي ينتهجه ساسة قطر ومحاولة الالتفاف على الحقائق والقرائن المادية الدامغة بات مكشوفاً بل أصبح ردحاً إعلامياً وإسفافاً بعيد عن المهنية تجاوز لب الخلاف وقوائم الكيانات والشخصيات المتهمة بتمويل الإرهاب، وتحول لمهاجمة المؤسسات، والشخصيات، والرموز ، وتسمية الأمور بغير مسمياتها والتسويق لمظلومية الحصار الاقتصادي والجسور الجوية ممدودة بين تركيا وإيران!! هل يدرك ساسة قطر خطورة الموقف ويعودوا لرشدهم. هم عرب وخليجيون ليسوا فرساً، ولا أتراكاً، إفشال الوساطة الكويتية يجعل ساسة قطر ينأون بقطر عن الصف العربى، ويصرون مجددًا على التغريد خارج السرب الخليجى، واختيار المجموعات والمنظمات الإرهابية حليفًا لهم بدلاً من أشقائهم الخليجين. واختيار الطربوش التركي بدلاً عن العقال الخليجي، واختيار عباءة الملالي بدلاً عن العباءة العربية، واختيار الاحتماء في أذرع الدوحة الإرهابية والتي تأوي عددًا كبيرًا منهم داخل قطر ، واختيار تمويل الإرهاب بدلًا من تجفيف منابعه، والتاريخ شاهد على أن كل من يختار سياسة عدائية تجاه الدول العربية، سوف يخسر كل ما لديه. سلوك ساسة قطر إرجاف وعبث وخنجر مسموم يطعن في خاصرة دول الخليج بشكل عام والمملكة والإمارات والبحرين على وجه الخصوص. تناقضات السياسة القطرية تعكس محاولة ممارسة دور يفوق بكثير إمكاناتها المادية والبشرية ، تمرد ساسة قطر على منظومة العمل الخليجي والمصير المشترك ليست كما يزعمون سيادة واستقلالية بل هي نقض لعرى الأخوة وخروج عن الثوابت وارتهان لإيران وأذنابها.