عبدالله المديفر ، المذيع التلفزيوني الهادئ في مظهره ، المثير للجدل في أسئلته ، حول من الساعة الخامسة عصراً في رمضاناتنا الماضية إلى ساعة تلفزيونية بامتياز ، بعد أن استأثرت ساعات مابعد الإفطار بالأكثر اهتماماً. في الجانب الآخر ، ضيوف المديفر كانوا مختلفين عن ضيوف البرامج الأخرى ، التي تركز على الفنانين والشعراء واللاعبين ، نجح المديفر أن يفرض نفسه وضيوفه كمؤثرين في الساعات التلفزيونية ، رجال الدين والسياسة والثقافة والإعلام والأدب تحولوا إلى نجوم للمشهد في رمضان ، وسحبوا البساط من فناني الكوميديا والتهريج ، فكل يوم في رمضان يحضر ضيف ليفتح ملفات ، ويثير قضايا ، وفي كل سؤال يطرحه المذيع الملتحي تنهمر مئات التغريدات على هاشتاق في الصميم ، تحاكم الضيف تارة والمذيع تارة أخرى. المذيع الذي كسر قواعد كثيرة في رتابة التقديم التلفزيوني ، وقدم نفسه كنجم جماهيري رغم قصر تجربته مقارنة بالآخرين ، يعتبر أبرز الغائبين عن المشهد الرمضاني ، ويشعر المتابع بفراغ كبير في ساعته المميزة. هذا العام يغيب المديفر عن الشاشة ، ومعه تغيب أسماء مثيرة ، وتختفي مانشيتات صحفية مؤثرة ، أسماء كثيرة تقدمها القنوات لملء فراغ المديفر لكنها غير قادرة على اقناع المشاهد بأن يترك ساعة في الصميم خالية من جدوله ليتسمر أمام الشاشة يتابع ويتساءل ويعلق على أسئلة المقدم وإجابات الضيف المليئة بالإثارة الرصينة والعمق والجدية التي تفتقدها غالبية برامج رمضان.