في إطار سعيها لترشيد استهلاك الطاقة عبر تطبيقات ذكية، أطلقت منظومة الشؤون البلدية والقروية مبادرة "تطبيق مفاهيم المدن الذكية" إحدى مبادرات التحول البلدي المنبثق من برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة التطويرية 2030. وأوضحت المنظومة أن هذه المبادرة تأتي انطلاقاً من دورها في تعزيز التنمية الحضرية بالمملكة، مؤكدة سعيها للاستفادة من تطبيق مبادرة المدن الذكية في رفع مستوى رضا السكان وتوفير سبل العيش الكريم، وتعزيز تنافسية المدن والاستدامة الحضرية، وتحسين كفاءة إدارة المدن، وتحسين معدلات مؤشرات الازدهار فيها، وخفض الآثار البيئية السلبية، وجذب الاستثمارات الداخلية والخارجية، وإيجاد فرص العمل. وتستهدف المنظومة تطبيق مفاهيم وعناصر المدن الذكية في 5 مدنٍ سعوديةٍ بحلول العام 2020م، وذلك بالشراكة مع القطاع الخاص مشيرة إلى أن هذه المبادرة تمثل إحدى المبادرات المهمة للوزارة لاستكمال مشروع دراسة مكونات المدن الذكية، وتعميمها وتفعيل تطبيقها على مدن المملكة. وتشمل مكونات المدن الذكية التي تتطلع المنظومة لاعتمادها: المباني الذكية، أنظمة النقل الذكي لتوجيه الحركة المرورية وتقليل الازدحام، خدمات الأمن والسلامة الذكية، المتنزهات وممرات المشاة المزودة بوسائل التواصل الذكي (WiFi)، الشبكات الذكية لتصريف مياه الأمطار ودرء أخطار السيول، واستخدام الإنارة الذكية للشوارع والطرق لترشيد الطاقة، وأنظمة مراقبة تدوير النفايات، وتخفيض التلوث وتقليص الآثارالسلبية على البيئة وصحة الإنسان، وزيادة التوعية بالأخطارالبيئية، وتحقيق سرعة الاستجابة للطوارئ، والاقتصاد الذكي الداعم للشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة. وتعتبر المدن الذكية وسيلة مهمة لجذب استثمارات، وخلق فرص عمل وترفع مستوى المعيشة داخل المدينة، لافتاً أن المدن السعودية تمتلك الكثير من المقومات التي تؤهلها لأن تصبح من المدن الذكية في العالم، حيث يوجد لديها بنية تحتية ومقومات طبيعية جيدة واقتصاد قوي في أغلب المدن تساعدها إلى أن تتحول إلى مدن ذكية. وكانت المنظومة قد تبنت مشروع "دراسة مكونات المدن الذكية" بهدف تحقيق درجة عالية من التحضر المستدام، وتنفيذ مشروعات بنى تحتية ومرافق عامة ذكية وريادية، وإيجاد بيئات عمرانية حضرية مكتفية ذاتياً وذات جودة معيشية عالية تحقق السعادة والرفاهية للساكنين في المدن وتسهّل تعايشهم مع وسائل التقنية بما يتفق مع برنامج التحول البلدي 2020 ورؤية المملكة التطويرية 2030. وقد بدأت منظومة الشؤون البلدية والقروية في صياغة سياسات وطنية واستراتيجيات محلية لتحويل (5) من مدن المملكة إلى مدن ذكية بحلول العام 2020م، وذلك على عدة مراحل بحيث يتم تحويل مدينتين إلى مدن ذكية خلال العام 2018م، و(3) مدن بنهاية 2019م وصولاً إلى (5) مدن بنهاية 2020م. وكشفت المنظومة أنها تقوم حاليا بإعداد دراسة لتحديد مدى جاهزية المدن السعودية للتحول إلى مدن ذكية، وذلك بالاستناد إلى أفضل الممارسات العالمية والعلمية بإعداد استطلاعات رأي ميدانية من خلال تعبئة استبانات تتضمن ستة أبعاد هي: (الرؤية، ثقافة الابتكار والمشاركة، الإجراءات، التقنية، البيانات، التخطيط الحضري). وأوضحت المنظومة أن الاستطلاع الميداني استهدف 17 مدينة تشمل مدن المملكة الرئيسية التي يشكل عدد سكانها نحو 72% من إجمالي سكان المملكة، وهي (مكةالمكرمة، الرياض، جدة، المدينةالمنورة، الإحساء، الدمام/ الخبر، القطيف، الطائف، بريدة/ عنيزة، أبها/ خميس مشيط، جازان، تبوك،نجران، سكاكا، حائل، الباحة، وعرعر)، حيث تمت مقابلة المعنيين في أمانات تلك المدن، إضافة إلى تعبئة الاستبانة من الجهات الحكومية المركزية، والجهات والهيئات ذات العلاقة، كما تم أخذ عينة عشوائية تمثل مختلف فئات سكان المملكة. وأظهرت الدراسة أن مدن المملكة تتفاوت في جاهزيتها للتحول إلى مدن ذكية، حيث جاءت مدينة مكةالمكرمة في المرتبة الأولى.