تقدم رجل الدين الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي، اليوم الجمعة، بأوراق ترشحه لانتخابات الرئاسة المقررة في مايو المقبل، لمنافسة الرئيس الحالي حسن روحاني، الذي يطمح في ولاية ثانية الأمر الذي أربك سباقات الرئاسة وصراعات السلطة في إيران. ونشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا؛ سلطت من خلاله الضوء على إبراهيم رئيسي، الذي يدّعي أنه سليل من سلالة النبي والذي يرغب في التربع على عرش إيران. وقالت الصحيفة، في تقريرها، إنه وعلى الرغم من أن الكثير من الإيرانيين لا يدركون فعلا من يكون إبراهيم رئيسي، إلا أن هذا المرشح الرئاسي المحافظ يعتبر رجلاً قويًا في إيران، وذا نفوذ واسع على الساحة السياسية الإيرانية. وأشارت الصحيفة إلى أن ترشح إبراهيم رئيسي مثّل مفاجأة للعديد من الأطراف، نظرا لأنه لم يتوقع أحد انخراط هذه الشخصية المثيرة للجدل في السباق الرئاسي المحموم في إيران. في حقيقة الأمر، يعتبر رئيسي من الشخصيات المقربة من المرشد الأعلى على خامنئي، الذي يبلغ من العمر قرابة 77 سنة، علما أن الكثيرين كانوا يعتقدون أنه المرشح الأوفر حظا لخلافة المرشد الأعلى بعد مماته. وأضافت الصحيفة أن تزعم رئيسي لقائمة المترشحين للانتخابات الرئاسية الإيرانية، التي سوف تُعقد في 19 مايو، أثار مخاوف الرئيس الحالي المعتدل حسن روحاني، الذي كان يحظى بفرصة جيدة لإعادة انتخابه ومواصلة برنامجه الإصلاحي، قبل أن يقدم رئيسي على ترشيح نفسه. وتجدر الإشارة إلى أنه، في حين أن جميع أسلاف روحاني قد تولوا الحكم لفترتين، مثلما يسمح به الدستور الإيراني، إلا أن ترشح رئيسي قد يكون بمثابة عقبة في طريق إعادة انتخاب روحاني رئيسا لإيران. وذكرت الصحيفة أن إبراهيم رئيسي هاجم، منذ البداية، السجل الاقتصادي للرئيس الإيراني الحالي وفريقه. فخلال بيان نشره على موقعه الرسمي، أقر بأنه على أهبة الاستعداد للتعامل مع مشاكل بلاده، حيث أعلن: "لا يمكننا مجابهة المشاكل التي تواجه البلاد؛ مثل الركود، والبطالة، والعقبات التي تعرقل عمل الشركات الإيرانية، إلا من خلال إحداث تغيير جوهري في قلب النظام". في المقابل، أقرت الصحيفة بأن حسن روحاني عمد إلى الدفاع عن النجاحات التي حقّقها خلال ولايته التي امتدت لأربع، مع العلم أنه قد اتُهم في العديد من المناسبات بسوء إدارته للحكومة الحالية وفشله في النهوض بالوضع الاقتصادي للبلاد. وأفادت الصحيفة بأن الكثير من الإيرانيين يجهلون الهوية الحقيقية لإبراهيم رئيسي، إلا أنه يعد ذا نفوذ بليغ في إيران، فضلا عن أنه يملك علاقات وطيدة بشخصيات تحتل مناصب في أعلى هرم السلطة الإيرانية. علاوة على ذلك، ومنذ سنة 2016، يقود رئيسي مؤسسة خيرية للأثرياء، تدعى "آستان قدس رضوي"، التي يبلغ حجم إيراداتها أكثر من 200 مليار دولار، ويعمل فيها أكثر من 19 ألف شخص. والجدير بالذكر أن هذه المؤسسة تدير، من بين أمور أخرى، ضريح الإمام الرضا المقدس، الإمام الشيعي الثامن في إيران، الذي يقع في مدينة مشهد المقدسة، التي تقع على الحدود بين أفغانستان وتركمانستان. وأكدّت الصحيفة أن إبراهيم رئيسي اقتحم، منذ كان يبلغ من العمر 56 سنة، الساحة السياسية في إيران وتمكن من تسلق هرم السلطة وتقلد مناصب بارزة. وفي صيف سنة 1988، كان واحدا من بين أربعة قضاة أمروا بتنفيذ إعدامات جماعية في حق مجموعة من النشطاء اليساريين، والمعارضين. ومؤخرا، تم تعيين رئيسي نائبا عاما. وبينت الصحيفة أنه ولأول مرة في إيران، تمكن رئيسي من الفوز في الانتخابات التمهيدية التي تُنظم داخل المعسكر المحافظ، بأكبر عدد من الأصوات. وقد تفوق رئيسي على عمدة طهران، محمد باقر قاليباف، الذي خسر سابقا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وفي الختام، أوردت الصحيفة أن ترشح رئيسي من المرجح أن يساهم في توحيد صفوف معسكر المحافظين الذي شهد العديد من الانقسامات، بعد فترة رئاسة محمود أحمدي نجاد بين سنة 2005 و2013، التي اتسمت بانتشار القمع والعنف كما أدت إلى حدوث كارثة اقتصادية في البلاد.