أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس المسلمين بتقوى الله وإصلاح العمل . وقال في مستهل خطبة الجمعة : "تماسك المجتمع واستقراره، وتلاحم أفراده وأطيافه، أمام الأزمات والتحديات، والتصدعات والانقسامات، مطلب أولي النهى والطموحات،ومن استكنه ثمد التاريخ ودروسه، وسبر أغواره وطروسه، ألفىبين جماهر الأقوال ومضارب الأمثال، حقيقة شاخصة، مكتملة غير ناقصة، وهي أنه لا تخلو أمة من الأمم من فئام يتلونونتلون الحرباء، ويسعون بين الناس كالحية الرقطاء، يوهم ونطاعةً ويُضمِرون خلافها، ويتربصون فتنة ويَستدِرون أخلافها،في قلوبهم مرض، وأعراض الخلق لسهام ألسنتهم غرض،يُحيلُون الأمن والأمان مِحناً مُطوِّحة، وصُرُوفاً دُهماً مُصوِّحة،إنهم أهل الضلال والإرجاف، والزيغ والتخذيل والانحراف". وأردف السديس : " لقد عانى أهل كل زمان من المرجفين، ولميسلم من غلوائهم أحد من الأنبياء المرسلين، والعلماء والدعاةوالمصلحين، فهم لا يتركون حادثةً أو واقعة إلا كانوا أول منيركب ثَبَجها ويستغل حدثها، جلبوا على الأمة المخازيوالمفاسد، ما يسر العدو الحاقد، والمتربص الحاسد، قال فيهم رب العالمين في محكم التنزيل: {لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَايُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا}. وأضاف :قال ابن عباس -رضي الله عنهما- : المرجفون: ملتمسو الفتن، وقال قتادة: الذين يؤذون قلوبالمؤمنين بإيهام القتل والهزيمة، وقال بعض أهل العلم: الأوصاف الثلاثة لشيء واحد لكنه نص على هذين الوصفينمن المنافقين لشدة ضررهما على المؤمنين".