نفذ التحالف العربى، فجر السبت، عملية إنزال بري وبحري فى مديرية وميناء المخا بعد استعادة كامل السيطرة عليها. وصدّ الجيش اليمني، أمس الجمعة، هجوماً لميليشيات الحوثيين التي تحاول الاستماتة من أجل استرجاع ميناء المخا. وفي وقت سابق، سيطرت قوات الشرعية اليمنية وبدعم من قوات التحالف العربي وبإسناد كبير من المدفعية السعودية، بشكل كامل على مديرية حرض الموازية للطوال السعودية ومديرية ميدى الساحلية. وتكمن أهمية مديرية ميدى الساحلية في أنها المنفذ الأهم لتهريب الأسلحة من إيران إلى ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، بينما تعتبر مديرية حرض مسرحاً لانطلاق قذائف الحوثيين التي تستهدف القرى الحدودية السعودية. وتعتبر عملية السيطرة على حرض وميدى تقدماً لوجستيًا هاماً لقوات التحالف العربي وقوات الشرعية اليمنية. وتسير وتيرة الأحدث في اليمن بصورة متسارعة منذ أمس الأول الخميس عندما قصفت مروحيات الأباتشي السعودية مواقع عسكرية على جبال طور الهشيم اليمنية، تابعة لميليشيات الحوثي وحرس المخلوع صالح، بعد أن استغلوها لتنفيذ هجمات عسكرية على الحدود السعودية في منطقة نجران. وأفادت مصادر عسكرية أن الميليشيات بدأت هجومها بإطلاق صواريخ حرارية وكذلك قذائف من نوعي الهاون والكاتيوشا على مواقع عسكرية سعودية، كما على بعض المناطق المأهولة بالسكان. وفي جازان ضربت المدفعيات السعودية معاقل للميليشيات قبالة محافظتي الطوال والحرث، بعد أن رصدت القوات السعودية تحركات للميليشيات نحو الحرم الحدودي بين السعودية واليمن. وفي حرض اليمنية شن طيران التحالف أكثر من 10 غارات جوية بعد اشتباكات عنيفة بين المقاومة اليمنية وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، بعد أن قامت الميليشيات بتنفيذ هجوم على مواقع عسكرية تابعة للمقاومة. وقد فاجأ الجيش اليمني الجميع بدخوله وتمددّه في صعدة، أرض الحوثيين ومحافظتهم، كما يعتبرونها وهو تطور مهم للغاية، حتى إن نائب الرئيس اليمني، علي محسن الأحمر، طار إلى هناك تأكيدًا من الحكومة الشرعية على أهمية المعركة وقيمتها الرمزية أيضًا. لكن تطورات الوضع العسكري على الأرض في اليمن كثيرة ومتزامنة ومهمة، انتصارات على عدة جبهات لقوات التحالف وقوات الشرعية اليمنية. فقد حررت المخا في غرب البلاد، بإسناد جوي وبحري، مكنها من استعادة السيطرة على باب المندب، وفق التقارير الأخيرة التي تحدثت عن تقدم مهم في مدينة تعز أيضًا التي يستمر القتال فيها (شارعًا شارعًا)، وكذلك محافظة البيضاء. الجيش اليمني أصبح مسيطرًا على معظم الساحل الشرقي، الذي كان مدخلاً لتهريب الأسلحة للمتمردين الآتية من إيران. ويعاني المتمردون الآن من صعوبة اختراق الحصار البحري، بعد تكثيف نشاط القوات البحرية التي تعترض السفن والقوارب التي تتولى تهريب السلاح. وهذه الانتصارات المتزامنة مهمة سياسيًا، وستشجع الدول الكبرى المترددة على الوقوف مع الشرعية وسيكون اليمن امتحانًا لسياسة حكومة الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، في مواجهة إيران.