يعيش المبتعثون السعوديون في المملكة المتحدة تحت تأثير الارتفاع المضطرد للأسعار في مقابل تخفيض المكافأة ورفض جهات عديدة تغيير سعر الصرف بعد انخفاض سعر الجنيه الاسترليني في السنة الأخيرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وكانت وزارة التعليم قد شرعت في سحب بدل العلاج بعد حزمة قرارات اتخذها المجلس الاقتصادي مؤخراً ، وهو ما زاد معاناة الطلاب السعوديين في المملكة المتحدة . بمقارنة مع العام الماضي بلغت الزيادة في أسعار الايجارات قرابة المائة وعشرين باوند في المدن البعيدة عن العاصمة لندن ، فيما ارتفعت أسعار الحضانات إلى الألف باوند في المجمل مقارنة مع الأسعار السابقة التي كانت تترواح بين 700-800 وشهدت أسعار السلع الغذائية زيادة بحدود الخمس عشرة بالمئة ، وهي زيادات مؤثرة قياساً على مستوى الدخل للطالب السعودي. الوئام استطلعت آراء عدد من الطلاب الذين يأملون أن يتدخل مجلس الشؤون الاقتصادية لمعالجة سعر الصرف ، وهو السبيل الوحيد المتاح للتخفيف من معاناة المبتعثين السعوديين في ظل الارتفاع المخيف لأسعار العقارات والبضائع في المملكة المتحدة، وقال موسى السلمي : لم تعد المكافأة تفي بالاحتياجات الأساسية لي ولعائلتي ، خصوصاً مع وجود طفلين في الحضانة التي أدفع لها مبلغ 1400 باوند شهرياً ، بجانب ايجار الشقة الذي أصبح 950 باوند بالإضافة إلى رسوم دراسة أبنتي في المدرسة الاسلامية بكاردف والتي تبلغ 220 باوند ، ولك أن تتخيل ماذا يتبقى من مكافأتي البالغة 2458 باوند للوفاء ببقية الالتزامات كالمعيشة وفواتير الخدمات والمواصلات ، وناشد السلمي أن يتدخل المسؤولون لرفع الضرر عن الطلاب السعوديين ولو على الأقل بمعالجة سعر الصرف الذي يستقطع حالياً قرابة عشرين بالمئة من المكافأة مع الأخذ بالاعتبار أن بدل العلاج تم ايقافه . عادل المالكي من مدينة كاردف يؤكد بأن خصم بدل العلاج وثبات سعر الصرف أضرا كثيراً بميزانية الطالب المبتعث. موسى السلمي من جهة أخرى ترى سارة يغمور طالبة دكتوراة بأن المعاناة المالية في ظل ارتفاع أسعار الايجارات وتكلفة المعيشة وكذلك خصم التأمين الطبي وعدم معالجة سعر الصرف كلها تثقل كاهل الطالب الذي يواجه في الأساس الدراسة وطلب العلم كتحد بحد ذاته ، خصوصاً وإن كان بعيداً عن الوطن والعائلة والوالدين ، ومن أهم العوامل التي تسهم في النجاح والتفوق الحالة النفسية والاستقرار المالي خصوصاً إذا كان لديه عائلة وأطفال ، فالنواحي الاقتصادية مؤثرة على العطاء ، ومن ينظر لمكافأة الطالب يجدها لاتؤمن له سبل الحياة البسيطة ، فهي تقف عائقاً كبيراً أمام إلحاق أطفالنا بالحضانات وكذلك شراء الكتب والمراجع ، فلو فرضنا أن طالب الدكتوراة يعمل خمسة أيام على البحث ويحضر الدورات والمحاضرات التي تنظمها الجامعة فهنا لامفر من الحاق ابنه بالحضانة لكن مايحصل حالياً هو أننا لانستطيع تسجيلهم سوى بدوام جزئي بسبب الظروف المالية ، وأقترح كجزء من معالجة الوضع المالي للمبتعث أن تتكفل الملحقية برسوم الحضانات فهي بحد ذاتها مشكلة كبيرة تثقل كواهل الطلاب السعوديين. عادل المالكي عمرو العلوي ، مبتعث في مدينة ساوث هامبتون يقول : هبوط سعر الجنيه الاسترليني تسبب في حالة ارتفاع وغلاء لأسعار المعيشة والايجارات والمواصلات وبقية الخدمات مما ألحق الضرر بالطلاب المبتعثين ، وأرى بأنه من الحلول أن ترفع المكافأة الشهرية بمايتناسب مع غلاء المعيشة أو على الأقل مساواة المبتعث هنا مع زملائه في استراليا ونيوزيلاندا واليابان. الوئام حاولت إجراء مقارنة سريعة بين أحوال الطلاب الخليجيين في المملكة المتحدة بعد التأثيرات السلبية لقرار الانسحاب من الاتحاد الأوربي والتي تسببت في هبوط سعر الجنيه وارتفاع الأسعار بشكل متسارع ، وتبين أن الطالب السعودي هو الأقل بين نظراءه الخليجيين ، حيث لاتتجاوز مكافأة المبتعث الأساسي 1098 جنية ، بينما يأتي الطالب الاماراتي في المقدمة بحوالي خمسة آلاف جنية والقطري في المرتبة الثانية بحوالي ثلاثة آلاف جنيه للمبتعث الأساسي بجانب استمرار صرف المرتبات بكامل البدلات لمن يعملون في بلدانهم .