المؤمنون بأفكارهم يتحدون كل الظروف ويواجهون الثقافة السائدة بصدور مفتوحة ، ويضحون بالمظاهر وجزء من سمعتهم لأجل الدفاع عن أفكارهم . حسام الملحم محاضر سعودي بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ، اختار أن يواجه زحام الشوارع بدراجته الثلاثية العجلات ، ويواجه الانتقادات والمخالفات المرورية والمصادرة بين فترة وأخرى ، ولكن بصدر رحب . لأجل إيمانه بأهمية الدراجة كبديل آمن للسيارة ، ووسيلة لاتهدد المواد الطبيعية اختار أن يذهب يومياً إلى جامعته بالدراجة أو الجارية كما يسميها ، ويعبر زحام شوارع الخبر دون أن يأبه لتعليقات قائدي المركبات يمينه ويساره إلا من يمازحه ويشجعه. أصدر حسام أكثر من ألف مقطع فيديو لتوعية المجتمع بأهمية الدراجات كبديل آمن وخيار رياضي صحي لمن لايستطيعون ممارسة الرياضة ، ومستمر بشكل يومي في الدعوة إلى التخلي عن السيارات والاستعاضة عنها بالجاريات. حسام أصبح مألوفاً في شوارع الشرقية بجاريته الثلاثية العجلات ، ويحاول بين فترة وأخرى أن يروج في مناطق أخرى لهذه الفكرة، في حين يشير في كثير من تغريداته ومقاطعه إلى زميل له يعتبره الأب الروحي لهذه الفكرة وهو خالد الصقعبي. قبل يومين انتشر مقطع فيديو لحسام وهو يناقش رجل المرور ، وتعرض حسام لنقد المجتمع بسبب مايصفونه بلغته المتعالية ، لكن من يقرأ سيرة حسام سيجد أنه يملك خبرة كبيرة في القيادة المركبية ، ويعرف الكثير من الأنظمة المرورية الخاصة بالدراجات ، ويشتكي كثيراً من ضعف الوعي بأنظمة القيادة المركبية ، وطريقته في الرد على المتسائلين أو المستغربين منه هي نوع من شخصيته المؤمنة بنشر ثقافة الدراجات أو الجاريات حيث يتعامل بثقة مطلقة بفكرته ، حين يقول لأحد سائقي السيارات : بيع سيارتك وتريح منها!
حسام الملحم ظاهرة غريبة ، مؤمن بفكرة غير مستساغة في شارع يكتظ كل صباح بآلاف السيارات ، ولايتحمل بعض سائقيها أن يفسح المجال لسائق سيارة آخر ، فكيف لقائد دراجة؟