أعربت الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية عن شكرها للمملكة العربية السعودية لاستضافتها اجتماعات قوى الثورة والمعارضة السورية , ووقوفها قيادة وحكومة وشعباً مع الشعب السوري في قضيته . جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الهيئة في الرياض اليوم برئاسة رئيس اللجنة الإعلامية الدكتور سالم المسلط, وعضوي اللجنة الدكتور منذر ماخوس وأحمد العسراوي لتسليط الضوء على الاجتماع الطاريء الذي عقدته الهيئة يومي السبت والأحد , لمناقشة استمرار النظام وحلفائه, للمضي في الحل العسكري والقيام بعمليات التدمير الممنهج لمناطق واسعة من سوريا وما صدر عن مجلس الأمن من قرار ضد حماية المدنيين . ورداً على سؤال عن الطرق التي ستتخذها المعارضة السورية بعد فشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار يوقف المجازر في حق الشعب السوري مثل اللجوء إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي ورفع قضايا ضد تلك المجازر , ومحاكمة مرتكبيها , قال الدكتور منذر ماخوس" هناك جهود حثيثة مشكورة للمملكة العربية السعودية بأن تنقل هذا الأمر للجمعية العامة للأمم المتحدة لحقيقة صعوبة ما واجهه في مجلس الأمن, وهناك عدة قرارات رفضتها روسيا ولا يمكن لذلك أن يتكرر وهي سابقة أن يرفض من يرأس مجلس الأمن اتخاذ أي قرار لحماية المدنيين , ووقف الجرائم التي ترتكب للأسف من قبل النظام في سوريا برعاية هذه الدولة التي ترأس مجلس الأمن " . وأضاف أن موضوع اللجوء إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي, مطروح على الطاولة منذ سنوات و نعرف الوضع داخل الأممالمتحدة وعلى وجه التحديد في مجلس الأمن ولأجل ذلك ستتوجه المعارضة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وخاصة أن هناك فقرة في ميثاق الأممالمتحدة تنص على أن من مسؤولية الجمعية العامة للأمم المتحدة حماية الشعوب التي تتعرض للإبادة كما يحدث تماماً اليوم في سوريا ، وهناك أيضاً ما يسمى بالمسئولية الجماعية، هذه المادة أو الفقرة في ميثاق الأممالمتحدة تعطي للأمم المتحدة التصويت بثلثي الأصوات للأعضاء حيث يملك نفس الحق الذي يملكه مجلس الأمن والذي لا نملك على الإطلاق التأثير فيه اليوم ضمن المعادلة المعروفة في منظمة الأممالمتحدة والتي أصبحت بالمناسبة عالة على المجتمع الدولي لأنه ضمن هذه التشكيلة التي فيها خمسة أعضاء دائمين للأمم المتحدة في مجلس الأمن بحيث تستطيع أي دولة عضو فيه إسقاط كل ما يمكن أن يقدم إلى مجلس الأمن وبالتالي تعطيل المجتمع الدولي برمته كما يحدث مرة أخرى الآن .وتابع يقول : نحن نعرف جيداً أن هناك دول متقدمة مثل ألمانيا واليابان وهناك البرازيل والمملكة العربية السعودية وتركيا ومصر وهناك العديد من الدول التي يجب أن تأخذ مكانها في مجلس الأمن بشكل متوازن وذلك أفضل للمجتمع الدولي ويكون قادر على اتخاذ قرارات لحماية الأمن والسلم الدوليين بغالبية ثلثي الأصوات بدلاً من أن يكون هناك عرضة للتعطيل برأي دولة واحدة . وأفاد الدكتور ماخوس, أنه في ظل هذه الإشكاليات من العولمة والوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العالم سنعمل اليوم للتوجه نحو الجمعية العامة كما ورد في مشروع البيان من أجل قضايا مهمة جداً مثل استعمال الأسلحة الكيميائية وعملية الإبادة الجماعية التي تقوم بها القوات الغازية إلى سوريا وخاصة ما يحدث اليوم في حلب غير مسبوق أبداً منذ الحرب العالمية الثانية, لافتاً الانتباه إلى أن هناك 20 مدينة محاصرة يقوم النظام السوري بالتغيير الديمغرافي فيها تحت التهديد بالموت جوعاً ومرضاً والتهديد خلال المحادثات التي يجريها النظام ضمن ما يسمى بالمصالحات المحلية يهدد بنسف هذه المدن ما لم يقبل السكان المحليون والمقاتلون داخل هذه المدن بالاستسلام ووضع سلاحهم . وأشار إلى أن هذه الممارسات من عمليات تهجير عرقي ديمغرافي بامتياز يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسئوليته تجاهها, وقد طرحنا هذه المسألة على وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفان اوبراين لدى اللقاء به في نيويورك , وقلنا هذا تداخل بين السياسة والاقتصاد والأممالمتحدة تشارك تحديداً في هذه المسألة وهذا عار على الأممالمتحدة لأنهم يقولون نحن نميز بين السياسة وبين الشئون الإنسانية وقد قلت لهم تحديداً هذا خلط وهذا لا يتناسب مع ميثاق الأممالمتحدة وما تدعيه من الحياد في الصراع بين ثورة الشعب السوري وبين النظام وحلفائه، و هذا التوجه اليوم نحو الجمعية العامة من أجل العديد من المسائل التي وردت في البيان كبديل ومحاولة الخروج من الوضع الحالي الذي يعطي لأي عضو من أعضاء مجلس الأمن الدولي بإسقاط كل قضية تتناول الأمن والسلم الدوليين . وأكد رئيس اللجنة الإعلامية الدكتور سالم المسلط رداً على سؤال عن اجتماع الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية, قال " إن مؤتمر الرياض كان لكل طوائف المعارضة السورية، وقد شارك في المؤتمر 116 عضواً يمثلون عدة جهات من المعارضة فالكل قبل ووقع على بيان الرياض دون استثناء، وبيان الرياض الذي ينص على القبول ببيان جنيف 1 وينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة لا وجود لبشار الأسد فيها لا في حاضر سوريا ولا مستقبلها مشيراً إلى أن هناك مفاوضات بدأت تعود في جنيف 2 وجنيف 3, لكن للأسف لم نجد الشريك الذي يريد حلاً لسوريا ويريد الحفاظ على أرواح السوريين . وعن تقيم أداء المعارضة السورية للخسائر الميدانية وهل هناك خطوات جدية لتقوية الفصائل الثورية لا سيما مع وجود بعض الفصائل التي تتلقى الدعم من الخارج, أوضح المسلط أن الفصائل الثورية في سوريا فصائل معتدلة وهي دائماً تنظر إلى الفصائل المعتدلة سواء الفصائل التي شاركت في مؤتمر الرياض أو المنطوية تحت قيادة الجيش الحر، لافتاً إلى أن الهيئة العليا لا تؤيد الإرهاب في سوريا وهي أول من ندد بعمليات داعش الإرهابية وبوجود كل أنواع الإرهاب على الأرض السورية لكن هناك أموراً ليست من مهام الهيئة العليا ويغلب عليها دائماً الطابع السياسي، فهناك من الفصائل ممثلين في الهيئة العليا للمفاوضات وهذه فصائل معتدلة تدافع عن كرامة السوريين، فهي تسعى لدى الدول الشقيقة والصديقة أن يؤمنوا الدعم الكافي والدعم اللازم ليس لفرض غاية من وجود هذه الفصائل وهو القتل إنما هو لحماية الأرواح . وقال : نريد من الدول الشقيقة والحقيقة المملكة مشكورة في كل مواقفها لكن لأن لها الثقل الكبير لدى الجميع نريد من أشقائنا في المملكة أن يسعوا لدى الدول بدعم الفصائل المعتدلة في سوريا ليس لغاية إلا من أجل حماية المدنيين من إجرام بشار وحلفائه في سوريا . , لافتاً إلى أن هناك مسألة التعامل مع الفصائل المسلحة والاتفاق الروسي الأمريكي، وكما نعرف أحد الإشكاليات هي المقاربات المختلفة، كان هناك اتفاقاً واضحاً وكانت الأمور قد وصلت إلى الانتقال لتنفيذ هذا الاتفاق وفي مقدمة ذلك هدنة 48 ساعة وبعدها 72 ساعة وكان من المفروض أن يتم الانتقال إلى هدنة أسبوع أن حدث التزام ولو نسبي بهذه الهدنة سوف يتم الانتقال إلى تفعيل الاتفاق الروسي الأمريكي على صعيد التنسيق العسكري بينهما وهذا الأمر بالمناسبة الذي كان يطمح له الروس منذ سنوات طويلة اي ان يقوم باعمال مشتركة مع الولاياتالمتحدة ضد ما يسموه بالجماعات المتطرفة هو طموح روسي كبير جدا ولكن الذي حدث أن الموقف الروسي كان يتناقض في كثير من الامور مع مضمون الاتفاق الذى تم الوصول اليه خاصة فيما يتعلق أولا بان يمنع طيران النظام السوري منذ بدء الهدنة اي في بداية الأيام السبعة بينما أصبح الروس يريديون أن يحدث ذلك في نهاية الأيام وهذا غير معقول لانه لا يمكن أن تكون هناك هدنة عندما يكون للطيران السوري حرية التحليق والقيام بالقصف الجوي حتى على المدنيين كما نلاحظ ذلك في حلب وفي غيرها من المدن الأخرى هذه إشكالية . وأضاف : الإشكالية الأخرى كانت ولا تزال منذ فترة هو ما يمسى بتصنيف المعارضة او فصائل المعارضة المعتدلة او المتطرفة والإصرار الروسي على قضية غير معقولة وهو ان تقوم بعض الفصائل وتخرج من حلب بينما في نفس الوقت لم يتم الكلام حول فصائل اخرى ارهابية بامتياز وهي تقوم بمساندة النظام, مستدلاً على سبيل المثال ولا الحصر العشرات من الميليشيات الطائفية المتطرفة الإرهابية مثل حزب الله وغيرها من الميليشيات العراقية والايرانية وحتى القادمة من آسيا ومن القوقاز ومن آسيا الوسطى, اذا هناك خلل كامل في التوازن عندما يطلب الى فصيل مسلح يدافع عن الشعب السوري بان ينتقل الى ادلب وليس هناك اي كلام عن الفصائل الارهابية بامتياز في الطرف الاخر . وعد المسلط, كل من يدافع عن الشعب السوري هو له الحق في ذلك وهؤلاء اغلبهم سوريون بل اغلبيتهم الساحقة كيف يمكن ان تقبل المعارضة والاصدقاء والاشقاء ان يتم اخراج هؤلاء وهم يدافعون بينما يترك المهاجمون المعتدون الغازيون وهم ارهابيون بامتياز هذا احد اسباب فشل الاتفاق الروسي الامريكي كان ولا يزال حتى هذه اللحظة ان يقتنع النظام وروسيا انه يجب اعتماد مقاربة متوازنة تماما من اجل ايصال المساعدات في البداية . ولفت رئيس اللجنة الإعلامية الدكتور سالم المسلط إلى ان هناك كارثة انسانية غير مسبوقة في حلب وهي أنه لم تصل المساعدات منذ شهور تماما وحوالى 300 الف شخص في حلب الشرقية محاصرون ومعرضون للموت بالجوع والامراض اذا يجب ان تكون هناك هدنة لايصال المساعدات والامم المتحدة مصممة على ذلك وان ننتقل بعد ذلك الى اعادة عملية سياسية ومفاوضات في جنيف من اجل انجاز عملية تحول سياسي وفق حل سياسي يناسب الشعب السوري وفق المقاربات التى وضعتها المعارضة في وثيقة الاطار التنفيذي للتحول السياسي . وأوضح الدكتور المسلط أن المملكة قادرة بما تحمله من ثقل عربي واسلامي ودولي ولا نشك ابدا في جهود المملكة فهي تسعى لذلك ونطالب أيضا اشقائنا ان يسعوا لدعم الشعب السوري للخلاص من هذه الجرائم لا بد من وقف القتل في سوريا ووضع حد لهذه الجرائم ولهذا الاحتلال المخطط لا يقتصر على حدود سوريا فقط بل اكبر من ذلك, ونسأل الله ان يحمي هذه الدول ويحمي الدول الشقيقة، متمنياً ان يكون ما حدث في مجلس الامن هو عبرة ليدفع اصدقاء واشقاء الشعب السوري ليكونوا اكثر فاعلية، فالشعب في سوريا ينتظر اهلهم في المملكة في قطر في الامارات في تركيا في الاردن بالتحرك ولدى الدول الصديقة ان يتحركوا رأيتم اطفال بأم اعينكم ماذا حدث لهم رأيتم نساء تموت على اسلاك شائكة عند دول لا نريد هذا ان يتكرر نريد ان نحفظ من بقي من الارواح السورية ولا نريد ان ينفذ مخطط ايران الى دول اخرى . فيما أكد عضو اللجنة أحمد عسراوي أن ما نريده من الولاياتالمتحدة ومن غيرها من دول العالم هو ان يلتزموا بالقرارات الدولية التي اصدروها هم دون ان يشارك فيها السوريين، فالحل السياسي المنشود الذى نريده يعتمد على بيان جنيف والقرارات الدولية الاخرى ذات الصلة فعندما يلتزم المجتمع الدولي بتنفيذ هذه القرارات يكون قد تحقق الحد الادنى من مطالب الشعب السوري،وبالتالي هذا الدعم من هذه الجهة او تلك يجب ان يصب في هذه الخانة . وأوضح رئيس اللجنة الدكتور سالم المسلط في سؤال عن أية مقترحات مستقبلية بالنسبة لما تعيشه حلب الآن, أن هناك 300 ألف نسمة محاصرون في حلب وعدد مقاتلي النصرة هو لا يتجاوز صراحة أكثر من 200 مقاتل في حلب, وهناك طريقة يمكن من خلالها أن نعطي الذريعة لروسيا أو للنظام لقتل 300 ألف شخص أو بدفعهم إلى الموت أو تجويعهم للموت بسبب وجود بضعة مئات من المقاتلين, مشيراً إلى أن الحديث عن جبهة النصرة أو أي فصيل مقاتل هناك مقاتلون ومجموعات من حزب الله وإيران فهم قد أتوا بإعداد كبيرة قد تفوق عشرات الأضعاف مما ذكره دي ميستورا وهم يقاتلون هناك، يقتلون الأطفال السوريين ويقتلون الأسر السورية كما تعلمون عند الحديث عن النصرة فلابد لنا من التفكير في المجموعات الأخرى التي تم استخدامها من قبل النظام لترتكب جرائم مروعة في سوريا لابد لنا أن نضع نهاية لذلك والسيد دي ميستورا قد المح إلى تلك المجموعات والميليشيات والإرهابيين الذين يقتلون عبر الحدود والذين جاءوا من لبنان وإيران وأفغانستان، فهذا الأمر لابد له أن يتوقف في سوريا واحسب أن الأمر يتطلب جهود كبيرة من السيد دي ميستورا سعيا لوضع نهاية لهذه المشكلة التي تضرب حلب, لكن نحن دائما نواجه مشكلة كبيرة ألا وهي وجود روسيا في سوريا التي لا ترغب في التوصل إلى أي حل لحلب أو أي مدن أخرى في سوريا . وأبان الدكتور المسلط أن الهيئة العليا للمفاوضات طرحت رؤيا ووزعت على الإعلام وقد وافق الجميع عليه في الهيئة وجميع من قابلنا من طوائف معارضة أخرى وافقوا على هذه الرؤية وهذا يدل أن لا خلاف لا في الهيئة العليا لا بين أعضاء الهيئة العليا ولا بين المعارضة فالهيئة العليا قررت في احد قراراتها أن الخيار السياسي هو خيارها الاستراتيجي الأول الحل السياسي هو الخيار الاستراتيجي الأول لكن أيضا نؤمن بحق الدفاع عن أنفسنا ومقاومة الاحتلال لا يوجد أي خلاف بين صفوف المعارضة ولا يوجد أي خلاف بين أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات خرجت الهيئة العليا بكل أعضائها بهذه الرؤية التي صاغها من أعضاء الهيئة العليا ومن خبراء المعارضة السورية