اجتمعت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية، اليوم الاثنين، لأول مرة رسمياً مع موفد الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في جنيف، في إطار المحادثات الهادفة لوقف النزاع في البلاد. وإثر الاجتماع، أعلن سالم المسلط، المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض، أن المعارضة تلقت ردودا إيجابية بما يتعلق بالمطالب الإنسانية، مشيراً إلى أنها بانتظار لقاء المبعوث الأممي مع وفد النظام لتقييم النتائج، وما إذا كانت سنتخرط فعلا في المحادثات. كما شدد المسلط، إثر الاجتماع الذي استمر ساعتين، على ضرورة إيجاد حل نهائي لوقف معاناة السوريين. واعتبر أنه "من مسؤولية مجلس الأمن العمل على تنفيذ قراره الخاص بسوريا"، مضيفاً: "الهدن في المناطق المحاصرة في سوريا تمت تحت التجويع والتهديد". وأضاف المسلط: "هناك 18 نقطة محاصرة في سوريا، ومتمسكون برفع المعاناة عن السوريين جميعهم.. معاناة الكرد والعرب والمسيحيين والمسلمين في سوريا واحدة". وتابع: "سنسعى لإنجاح العملية السياسية إن تحقق ما جئنا من أجله"، موضحاً أن "جميع الفصائل السورية ممثلة في اجتماعات أو وفد المعارضة". وفي هذا السياق قال: "نعتز بوجود فصائل مثل جيش الإسلام بيننا". وشدد على أن "الإرهاب الحقيقي في سوريا هو النظام وما جلبه أو صنعه من ميليشيات". من جهته، قال دي ميستورا بعد اللقاء: "الاجتماع الذي عقد للتو مع وفد المعارضة هو البداية الرسمية لمحادثات جنيف"، مضيفاً أن "وفدي النظام والمعارضة يناقشان غدا الملفات بشكل معمق". وأوضح أن فترة المحادثات تعتمد على عزم وإرادة الوفدين السوريين. واعتبر أن "الشعب السوري يستحق أن يرى تحسنا على الأرض، والمعارضة السورية لديها وجهة نظر قوية". كما دعا المبعوث الدولي القوى العالمية للعمل من أجل بدء مناقشات جادة لوقف إطلاق النار، قائلا إن ذلك ليس دوره. وكشف دي ميستورا أنه "سيتم إخراج كافة النساء والأطفال من المناطق السورية كمرحلة أولى"، مضيفا: "نتوقع من النظام التعاون لإخراج المدنيين من المناطق المحاصرة". وشدد على أنه "من مصلحة طرفي النزاع السوري وضع حد للحرب"، معتبراً أن "على مجلس الأمن التحقق من كون المحادثات ليست مجرد جولة سورية أخرى". وكان وفد الهيئة قد وصل إلى مقر الأممالمتحدة في جنيف منذ قليل. وهذه الجلسة تمهيد لبدء "محادثات تقارب" يأمل دي ميستورا أن تجرى بين المعارضة ووفد نظام الأسد. وترفض الهيئة العليا للمفاوضات الدخول في محادثات غير مباشرة مع وفد النظام السوري قبل تلبية مطالبها المتعلقة بالشق الإنساني من الأزمة. وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الأممالمتحدة أن اجتماعا مقررا مع وفد النظام السوري الاثنين في جنيف أرجئ في اللحظة الأخيرة لإفساح المجال أمام دي ميستورا للقاء وفد المعارضة رسميا قبل ذلك. .