تداول نشطاء على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" صورا متفرقة لشبان يرتدون "الخلخال"، رافق ذلك موجة من الاستهجان والانتقاد من هذه السلوكيات التي وصفوها بالمستهجنة. بينما رأى النشطاء أنه يجب إيجاد حلول لهذه الظاهرة التي بدأت في الظهور ببعض المدن بالمملكة العربية السعودية بالإضافة للعديد من المدن العربية. وطالبوا بإقرار عقوبات صارمة على مرتكبي مثل هذه السلوكيات الغريبة، في حين رأى آخرون أن التجنيد الإجباري قد يسهم في حل مثل هذه المشكلة. وفي هذا الشأن تحدث ل"الوئام" استشاري النمو والسلوك بمستشفى الملك فيصل التخصصي "الدكتور حسين الشمراني قائلاً: تتميز مرحلة المراهقة بالحماسة وكثرة الإقبال على الحياة والانبهار بكل جديد وغريب والرغبة بلفت الأنظار مع تغييرات نفسية وجسدية كبيرة تؤثر في تكوين شخصيته كبالغ، ومن المعروف أن المراهقين خلال هذه المرحلة العمرية تصدر منهم تصرفات وسلوكيات كثيرة تقليدا للغير أو حباً للفت الأنظار. وأضاف: يساهم في ذلك تقصير الوالدين في التربية والتواصل الإيجابي البناء معهم وتأثير الأصحاب ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وما تحمله من ثقافات أخرى غريبة على مجتمعنا فالمراهق يتأثر كثيرا بما يشاهده ويسمعه من الأصدقاء وفي الإعلام. وبين الدكتور حسين الشمراني أن الحل لمثل هذه السلوكيات يكمن في فهم طبيعة هذه المرحلة العمرية والتعامل معها بما يضمن ترسيخ القيم والأخلاق وتعزيز الثقة والاعتزاز بالنفس والمجتمع وكذلك إيجاد قدوات ومُثل عليا فالوالد الصالح يقدم لأبنائه قدوة تستحق أن يتمثلها الأبناء، وإن لم يستطع فإنه يسعى لتعريفهم بالمثل العليا التي عليهم أن يقتدوا بها ويتعلموا منها كالشخصيات الناجحة في المجتمع أو رسولنا الكريم وصحابته وغيرهم. واستطرد: من المهم وجود أهداف عليا وطموح لدى المراهق لتحقيقها في المستقبل وتوجيهه لاختيار الصحبة الصالحة التي تساعده على النجاح والالتزام بالدين والأخلاق فالصاحب ساحب، وكما ورد في الحديث الشريف فهناك الجليس الصالح وهو حامل المسك والجليس السوء وهو نافخ الكير وما يصلك منه من أذى. واختتم الدكتور حسين الشمراني بأن من المهم تكاتف الجميع للحيلولة دون ضياع الشباب العربي من الأسرة المؤسسة تأسيسا صحيحاً، والمدرسة المبنية على قيم تربوية راقية، والمسجد الذي يرسخ ثقافة الإسلام الوسطي، والمؤسسات المجتمعية والإعلامية التي تعمل على ترسيخ حب الولاء والأخلاق والدين لدى شبابنا العربي. ومن المهم زيادة وعي الآباء والمربين بخصائص هذه المرحلة والطرق التربويه في التعامل معها دون إفراط من التشديد على تصرفات الأبناء وعدم قبولها لعدم تفهمهم لهذه المرحلة، أو تفريط وإهمال ينتج عنه الدلال والضياع. فيما علق الداعية الشيخ سليمان القوزي ل"الوئام" قائلاً: الخلاخل من جملة زينة المرأة المأذون لها في التزين بها، بشرط ألا تبديها إلا لمن أذن الله في إبدائها لهم، وقد حددهم في قوله تعالى: "ولا يبدين زينتهن إلاّ لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء". وأستطرد الشيخ سليمان القوزي حديثه بأن هذا في الزينة عموماً، وهنالك قيد يزاد بخصوص الخلاخل وما في معناها وهو: النهي عن ضرب الأرجل بها ليسمع صوتها، مستشهداً بقوله تعالى: "ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن". ومن الناحية الشرعية استكمل الشيخ القوزي موضحاً بأنه يحرم شرعاً لبس الخلخال للرجال، وقد جاءت شريعتنا بتحريم تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال، بل وجاء التغليظ في النهي عن ذلك حتى لعن النبي صلى الله عليه وسلم أولئك المخالفين للفطرة التي خلقهم الله تعالى عليها، كما في الحديث، ولا شك أن من أبين مظاهر تخنث الرجل لبسه ما تلبس النساء، وتقليده لهن في عاداتهن، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: (لعَنَ رسُول اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّم الرَّجُلَ يلبَس لِبْسَةَ المرأةِ والمرأَةَ تلبَس لِبسَة الرَّجل). واختتم الشيخ سليمان القوزي حديثه ل"الوئام" موجهاً نصيحه للآباء والأمهات، أن ينتبهوا على أبنائهم وأن يتابعوهم ويحرصوا عليهم من مثل هذا الفعل البغيض.