قام السفير الألماني السيد بوريس ورغه، ونائب السفير الأمريكي، وأعضاء السفارة الألمانية، بزيارة لقرية "سدوس" الأثرية، وتم خلال الزيارة الإطلاع على مشروع إعادة بناء القرية، وتاريخها، وما تحقق من إنجازات في تطوير الآثار وصيانتها، وبمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والتي تقوم بها وزارة الشؤون البلدية والقروية بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، كما اطلع الزوار على الدراسة التي قام بها المهندس الألماني كريستوف ماريا هنكه، من خلال بحثه العلمي الهندسي الذي استمر أكثر من عشر سنوات حصل من خلاله على درجة الدكتوراه حول "سدوس" نموذجًا للقرية النجدية. وكان في استقبال سعادة السفير الألماني، ونائب السفير الأمريكي، والوفد المرافق لهما، الشيخ عبدالرحمن بن فيصل بن معمر، والشيخ مشاري بن فيصل بن معمر، ومعالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، وسعادة الأستاذ فهد بن فيصل بن معمر، وسعادة الأستاذ محمد بن فهد بن معمر رئيس مركز "سدوس"، حيث قدم شرحًا مفصلًا للمشروع منذ بداية انطلاق الأعمال فيه، وشارك المهندس هنكه بمداخلة هاتفية شرح فيها كيفية تعلقه بقرية "سدوس" التاريخية عندما رآها لأول مرة، وبداية فكرة هذا المشروع، معربًا عن سعادته بتحقيق حلمه في إنجاز بحثه عن "سدوس"، متمنيًا أن يراه مكتملاً قريبًا. من جانبه، عبر سعادة السفير الألماني بوريس ورغه عن سعادته وإعجابه بهذا المشروع التاريخي في إعادة بناء القرية التاريخية، متمنيًا أن تتاح له الفرصة في مشاهدة هذا المشروع الكبير عند اكتماله، مؤكدًا أهمية المحافظة على ملامح التراث وإحيائه ليشكل صورًا حية للأجيال. حضر برنامج الزيارة الأستاذ محمد بن فهد بن عبدالعزيز المعمر رئيس مركز "سدوس"، وعدد من أهالي "سدوس"، ومما يذكر أن قرية "سدوس" الحالية – موضوع البحث – قد تأسست قبل أكثر من ثلاثمائة سنة من قبل أسرة آل معمر وأسر أخرى كريمة بعد انتقالهم إليها من العيينة، والقرية فريدة في التصميم والبناء، مما ألهم المهندس المعماري/ كريستوف ماريه هانكه لاختيار موضوع أطروحته كمتطلب للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة كايسرز لاوترن بجمهورية ألمانيا الاتحادية في محرم 1425ه / فبراير 2004م، حيث خصص جل وقته أثناء إقامته بالمملكة العربية السعودية لأكثر من عشر سنوات اعتبارًا من عام 1402ه / 1982م لإعداد الأطروحة التي شملت أحياء "سدوس" الأربعة: البلدة القديمة (البلاد)، وحي الراس، وحي جدة، وحي مصدة. وقد ترجمت الأطروحة من اللغة الألمانية إلى اللغة العربية، ونشرت في جزءين، الأول يتضمن الدراسة وما تشتمل عليه من موضوعات من أبرزها: التطور التاريخي والعمراني ل "سدوس"، وظائف البناء وأنواع المباني المتعددة، أسس البناء وأساليبه، المصطلحات الأساسية للعمارة التي اتبعها السكان في بناء مساكنهم وتخطيطها، بالإضافة إلى ملحق يتضمن المعالم الثابتة في "سدوس"، وفضلًا عن المصادر والمراجع هناك مجموعة كبيرة من الصور والأدوات المستخدمة فيها قديمًا، بالإضافة إلى مخططات للمباني كالمنازل والمساجد والأبراج وغيرها. وبهذه المناسبة رفع معالي الأستاذ فيصل بن معمر، نيابة عن أهالي "سدوس"، خالص شكرهم وتقديرهم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله بنصره – وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد – حفظهما الله – على ما تشهده مدن المملكة وقراها من تطوير في كل المجالات.