بعد أيام على عملية الدهس الإرهابية في نيس، التي حصدت 84 قتيلًا وعشرات الجرحى حالة 18 منهم خطرة، كشفت تقارير في فرنسا، أن منفذ الهجوم التونسي لحويج بوهلال قام قبل وقت قصير من المذبحة بسحب كل الأموال الموجودة في رصيده وأرسلها إلى أسرته في تونس. وأوضحت صحيفة لوجورنال دو ديمونش استنادًا إلى محققين أن هذه الأموال تبلغ نحو مائة ألف يورو وتم سحبها خلال أسبوع. وتابعت أن الرجل قام أيضًا قبل يوم من المذبحة ببيع سيارته. وكان شقيق منفذ الهجوم ذكر في مقابلة مع صحيفة ديلي ميل، أن شقيقه قال انه أرسل له هاتفًا ذكيًا جديدًا، وإنه أقنع أصدقاء له بنقل المبلغ وقدره نحو مائة ألف يورو إلى شمال أفريقيا «وأعطى المال لأشخاص عرف منهم أن بإمكانهم العودة إلى قريتنا وإعطاء المال لعائلتنا». إلى ذلك، أفادت قناة «بي إف إم تي في» الإخبارية الفرنسية أن بوهلال أرسل رسالة قصيرة من هاتفه الجوال قبل نحو نصف ساعة من تنفيذه اعتداء نيس يطالب فيها بإحضار المزيد من الأسلحة. وأوضحت القناة – نقلًا عن مصدر أمني قوله – إنه بعد فحص الهاتف الجوال لبوهلال تبين أنه أرسل رسالة في 14 يوليو في تمام الساعة العاشرة و27 دقيقة وجاء نص الرسالة كالآتي: «أحضر المزيد من الأسلحة، أحضر خمسة إلى ث». وأضافت أن متلقي الرسالة هو ضمن الأشخاص الذين اعتقلتهم الشرطة واحتجزتهم رهن التحقيق ف. وأكد خبير أمني فرنسي أن تلك الرسالة تعزز بشدة فرضية وجود شركاء لمهاجم تونس وربما تعني إحضار أسلحة لطرف ثالث، أي أن هناك شخصين آخرين على صلة بالاعتداء، وربما كانا يعدان لهجمات على مواقع أخرى بالتزامن مع الهجوم على ممشى الإنكليز. مزيد من الاعتقالات وكانت الشرطة قد اعتقلت صباح أمس رجلًا وامرأة على صلة مباشرة بالتونسي بوهلال، كما أفرجت عن زوجته السابقة بعد فترة احتجاز دامت 48 ساعة من دون توجيه أي اتهام لها. وبذلك يصبح عدد المحتجزين رهن التحقيق ستة أشخاص وهم خمسة رجال وامرأة وذلك في إطار الجهود المكثفة للمحققين للتوصل سريعًا لأي شركاء محتملين في الاعتداء. ومن المرتقب وصول فريق كبير من المحققين الفرنسيين إلى تونس في الأيام القليلة المقبلة لإجراء تحقيقات حول بوهلال، والذي كان يقطن في مدينة مساكن التونسية. وأوضحت صحيفة الشروق أن زيارة فريق المحققين الفرنسيين تهدف إلى التنسيق مع السلطات الأمنية التونسية لتجميع كل المعطيات المتعلقة بحياة بوهلال وعلاقاته واتصالاته. تطرف بسرعة في حين قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إن المهاجم تحول بسرعة كبيرة نحو التطرف، وقال إن «التحقيق سيثبت هذه الحقائق، ولكننا نعرف الآن أن القاتل تطرف بسرعة جدًا». وتابع مانويل فالس أن سوابق المهاجم لا تسمح بالقول إن له ماضيًا «جهاديًا»، لكن الأسلوب الذي نفذ به العملية، ومن ذلك سعيه لقتل أكبر عدد من الناس في توقيت رمزي هو عيد الجمهورية الفرنسية، يطابق ما دعا له تنظيم داعش سابقًا باستخدام وسائل أخرى كالدعس والطعن. وقال أيضًا إن إعلان تنظيم داعش مسؤوليته عن العملية والتطرف السريع للقاتل يؤكدان طبيعة هذا الهجوم، وأنه لا شك في دوافع المهاجم، في إشارة إلى أن الدافع إرهابي، مؤكدًا أن التهديد الإرهابي بات قضية مركزية ودائمة وأن آخرين سيفقدون أرواحهم نتيجة هذا الإرهاب. ولكن خبراء قالوا إن تبني داعش للهجوم غامض، لأنه ناقض نفسه بالقول حينًا إن «أحد جنودنا» نفذ الاعتداء، ثم القول إن المهاجم «نفذ عمليته استجابة للنداءات التي أطلقناها لاستهداف رعايا دول التحالف التي تقاتل داعش». ولم يقدم تنظيم الدولة صورًا أو تسجيلات تؤكد انتماء بوهلال له، كما لم تقدم السلطات الفرنسية بعد دليلًا يثبت أن للمهاجم صلة بالتنظيم. وتعتزم الحكومة الفرنسية الأسبوع المقبل صرف تعويضات لذوي ضحايا اعتداء نيس.