تنظيم داعش أضحى مادة الإعلام، وحديث المجالس، دارت وتدور حوله الكثير من علامات الاستفهام، هل هو صناعة استخباراتية غربية يقوم أفرادها المغرر بهم بتنفيذ أجندتها، وإن تطلب الأمر أن يقتل الداعشي والده أو قريبه، بغض النظر عن صناعة هذا التنظيم الدموي ومن يدعمه، يبقى السؤال.. كيف يستهدف هذا التنظيم بعض أبنائنا ويسيطر عليهم؟ من المدهش والمحير أن شابًا في ريعان شبابه لديه من الآمال والطموحات التي يحلم أن يحققها، سرعان ما يعلن مبايعة الطاغوت يلبس حزامًا ناسفًا لينسف به أحلامه، وقلب والديه، وأرواح إخوانه الآمنين. نتساءل بذهول.!.. هل يعقل أن يبايع شخص متزن نفسيًا وعقليًا شخصًا خارج حدود وطنه، يعلم أنه يستهدف عقيدته وقيادته وأرضه فيسلم نفسه له.؟! نعم الشخص السيكوباتي المضاد للمجتمع لا يعرف القيم، ولا الندم، معدوم الضمير، ذكي في إخفاء تفكيره المختل بلباس التدين والتقوى، لذلك أصبح تنظيم الدولة الإسلامية، كما يزعم، يستظل به كل مجرم رعديد لديه ميول إجرامية يشبعها بطرق وفرها تنظيم داعش المختل. الشخصية السيكوباتية هي مشكلة صحية، اجتماعية، قانونية، تؤثر تأثيرًا سلبيًا على المجتمع، يتسم السيكوباتي بعدم القدرة على التوافق مع ضوابط وأنظمة المجتمع، فجائي التصرفات، عنيف، مخادع، غير مسؤول، ويتصف أيضًا بعدم التعلم من الخبرات السابقة أو الندم على الأخطاء.! مما لا شك فيه أن الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية كفيلة بأن تتمخض لنا بأفراد مشوهي الفكر والميول، سهل اقتيادهم والنيل من أوطانهم في جميع بقاع الأرض، الأمر لا يقتصر على المملكة العربية السعودية، ولا على دين الإسلام، غاية هذا التنظيم حب السيطرة والعدوانية التي تصل معه لدرجة إيذاء الأبرياء. عزو أسباب خروج الدواعش في السعودية لمخرجات التعليم والمناهج غير دقيق، والدليل وجود آلاف من أفراد الجيش والحرس يحمينا ويفدينا تخرّج في التعليم ذاته. الظروف الاجتماعية القاسية، والعنف الأسري مقومات لبناء شخصية غير سوية وعدوانية تهرف للنيل من المجتمع، حتى وإن تطلب الأمر أن ينضم إلى جهات تدعم سلوكه الإجرامي، وهذا سهل في ظل مواقع التواصل الاجتماعي التي تضم حسابات مشبوهة هدفها اقتناص وتصيّد هذه الفئة الهشة من الشباب. أكاد أجزم أن أفراد داعش يعانون من اختلال نفسي أو عقلي نتج عنه سلوكيات غير ملائمة، وخطر يهدد الفرد والمجتمع. الشخصية السيكوباتية أهم ملامح شخصية داعش المريض نفسيًا واجتماعيًا، قاصر يتسم بالفشل، وعدم القدرة على تحقيق التوافق الاجتماعي والمهني. من الممكن أن يكون الاضطراب النفسي غير واضح للأسرة، خصوصًا إذا كانت بسيطة، ومتوسطة التعليم، يكون الشاب ظاهرًا متدينًا وفي داخله أفكار لا يقبلها عقل ولا دين. أو أن يكون الشاب مكتئبًا يعيش اليأس، وفي داومة من الأفكار السوداء، ينتهي به المطاف وقد فجر نفسه لينهي معاناته النفسية متأملاً بلقاء الحور العين له على أبواب الجنة، لا ولن يقبل العقل والفطرة أن قتل المسلم البريء يجزى بالجنة، والله لا يحب الظالمين.