مع تورطها أكثر في وحل الحرب السورية إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد، تزداد خسائر إيران البشرية من الجنود وقادة الحرس الثوري لدرجة دفعتها إلى التفكير بوسائل تعوض تلك الخسائر، ومن بين تلك الوسائل تجنيد الأطفال والمسلحين الأفغان. وفي بداية التدخل الإيراني في سوريا، عمدت طهران على إرسال مقاتلين من الحرس الثوري الإيراني ومستشارين عسكريين ومسلحين من قوات التعبئة الإيرانية "الباسيج"، وعاد عشرات من هؤلاء من سوريا إلى إيران في أكفانهم. وتوجهت إيران مؤخرا إلى الاعتماد على القوات النظامية من الجيش الإيراني لتعويض خسائرها من الحرس الثوري والباسيج، فأعلن قائد القوات البرية في الجيش الإيراني علي آراسته عن إرسال قوات من النخبة من اللواء 65 إلى سوريا لمشاركة قوات الأسد في القتال. ولتعويض الخسائر في العناصر البشرية الإيرانية، تقوم طهران بتجنيد مسلحين أفغان للقتال في الصفوف الأمامية إلى جانب مسلحي حزب الله اللبناني والقوات الإيرانية إلى جانب قوات الأسد. وقد أسفرت معارك سوريا وخاصة تلك التي دارت في ريف حلب عن مقتل العشرات من هؤلاء الأفغان. ويعد "لواء فاطميون" من أبرز الميليشيات الأفغانية التي تقاتل المعارضة السورية المسلحة، وقد تشكلت هذه الميليشيا في 2014 ويتم تمويلها وتدريبها من قبل حرس الثوري الإيراني، وحسب التقارير فإن كل مسلح في هذه الميليشيات يتقاضى 500 دولار شهريا. ولعل الخسائر الكبيرة التي منيت بها إيران في سوريا والعراق أيضا، دفعت طهران إلى اللجوء لتجنيد الأطفال بحجة التطوع لحماية ما يسمونها "الأضرحة المقدسة". وقد نشر التلفزيون الإيراني مؤخرا شريط فيديو حمل اسم "شهداء لحماية الأضرحة المقدسة" يشجع الأطفال للمشاركة في الحرب بسوريا. ويظهر الفيديو أطفالا إيرانيين يتعهدون ببذل أرواحهم فداء لمرشد إيران علي خامنئي وبحمل السلاح ل"تحرير سوريا والعراق".