وصف خبير في الشأن الخليجي جهود المملكة العربية السعودية في تهيئة وقف إطلاق النار بين الحكومة اليمنية الشرعية وميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع على عبد الله صالح لوقف إطلاق النار وحقن الدماء وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية ودعم جهود الأممالمتحدة التي تهدف إلى الوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، بالجهود المخلصة والصادقة، وقال إنها تصب في انقاذ الشعب اليمني من ويلات المعاناة التي يعيشها منذ الانقلاب على الشرعية والزج بهذا الشعب العربي المسلم في أتون الصراع المسلح والحرب الطائفية في ظل أزمة اقتصادية طاحنة منذ عهد حكم المخلوع علي عبد صالح ثم زادت حدتها بعد الانقلاب. وأوضح الخبير في مركز الخليج للأبحاث جمال أمين همام ، أن جهود المملكة منذ بدء عملية عاصفة الحزم في 26 مارس 2015م، ثم انطلاق عملية إعادة الأمل في 21 أبريل 2015م، كانت بهدف إعادة الاستقرار لليمن وإنهاء حالة القتال والصراع على السلطة، حيث تهدف هذه الجهود إلى استئناف العملية السلمية وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 وتطبيق بنود المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني، وحماية المدنيين وتكثيف المساعدات الإنسانية، وإفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات للشعب اليمني . وشدّد على أن المملكة العربية السعودية تولي الشأن اليمني اهتماماً كبيراً وتعد استقرار اليمن جزءًا من الأمن الوطني للمملكة ودول الخليج بحكم الموقع الجغرافي، وبوصف الشعب اليمني شعب شقيق وجار وتربطه بالمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي روابط كثيرة، لذلك بذلت المملكة جهوداً كبيرة في التهيئة للمصالحة اليمنية وهذا ما جسدته مؤخراً تصريحات معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير عندما قال إن النزاع في اليمن دخل مرحلته الأخيرة ، وبين أن المملكة العربية السعودية تتطلع إلى يمن مستقر ومزدهر . وأضاف أن المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي هيأت الظروف المواتية لمفاوضات الكويت بين أطراف النزاع اليمني بغية الوصول إلى صيغة مناسبة لإنهاء الصراع وفقاً لمقررات الشرعية الدولية والمبادرة الخليجية، كل ذلك يؤكد أن جهود المملكة والدول الخليجية جادة لتحقيق المصالحة اليمنية وإنهاء الصراع الدموي الذي ضحيته الحقيقية هو الشعب اليمني واستقرار اليمن ودول المنطقة. وأفاد الخبير في الشأن الخليجي بمركز الخليج للأبحاث أن التاريخ المعاصر يقدر جهود المملكة العربية السعودية في نهج المصالحات بين الأطراف المتناحرة ليس في اليمن فقط، بل هذا توجه أصيل في السياسة السعودية منذ إجراء المصالحة اللبنانية اللبنانية المعروفة بمصالحة الطائف، وكذلك المصالحة الفلسطينية الفلسطينية في مكةالمكرمة، والمصالحة الأفغانية الأفغانية في مكةالمكرمة أيضاً، وغير ذلك من المصالحات المهمة التي يذكرها التاريخ المعاصر للمملكة وقيادتها دائماً. ودعا أطراف الصراع اليمني إلى قبول المصالحة وإعادة الأمور إلى نصابها من أجل اليمن وشعبه، كما ناشد الأممالمتحدة والدول الكبرى بدعم هذه المصالحة لحماية اليمن من التمزق والانهيار حتى لا ينزلق إلى حرب أهلية طاحنة تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي، وحتى لا يكون اليمن ملاذاً أمنا للإرهاب العابر للحدود.