"يحق للوطن أن يفخر بأمثال هؤلاء الشباب، يعملون وسط السيول وتتقاذفهم الرياح والعواصف لتظل الشبكة الكهربائية في أفضل حالتها، رغم المصاعب التي يقابلونها"، بهذه الكلمات وصف عدد كبير من المواطنين فرق الطوارئ والصيانة بالشركة الوطنية لنقل الكهرباء خلال قيام نخبة من المهندسين والفنيين السعوديين بتشييد أبراج طوارئ الضغط العالي في النماص وسط العواصف والأمطار، بعد سقوط عدد من الأبراج وتضرر الشبكة الكهربائية بسبب الظروف الجوية السيئة الأيام الماضية. ويأتي هذا الإنجاز بعد أشهر قليلة من قدرة فريق عمل سعودي بالشركة على تنفيذ الصيانة الحية للخطوط الهوائية بمختلف جهودها وحتى جهد 380 ك.ف. والتي يتجاوز ارتفاع أبراجها في بعض الأحيان لأكثر من 70 متراً، متجاوزين بذلك أصعب التحديات المتمثلة في العمل على ارتفاعات عالية مع الالتزام بتطبيق إجراءات واحترازات سلامة متقدمة، وهو ما مكّن الشركة من تنفيذ عدد من برامج الصيانة الحرجة للشبكة دون الحاجة لفصل التيار الكهربائي عن هذه الخطوط وبالتالي التأثير على موثوقية الشبكة والخدمة الكهربائية للمشتركين. وكانت فرق الصيانة والطوارئ بالشركة الوطنية لنقل الكهرباء قد شكلت غرفة عمليات بالمناطق الجنوبية في عسير ونجران وجازان والباحة عقب موجة الطقس السيئ التي ضربت تلك المناطق وأسقطت نحو ثلاثة أبراج ضغط عالي في النماص، حيث نجح نحو أربعين فنياً ومهندساً خلال أيام معدودة في تشييد أبراج الطوارئ بدلاً من الأبراج المتضررة. كفاءة ومثابرة المهندسين والفنيين بالشركة نجحت في التغلب على الأعطال الطارئة بمحطة شمال النماص وسقوط أبراج الضغط العالي خلال أيام معدودة، بالرغم من التحديات الكبيرة والعواصف وقطع الطرق بسبب السيول والأمطار الغزيرة، فجميع المهندسين والفنيين كانوا يعملون في المواقع الوعرة والتي زادت خطورتها بعد قطع الطرق وعدم استقرار سرعة الرياح والعواصف. سارع المختصون بالشركة السعودية للكهرباء إلى مناقلة الأحمال على محطات أخرى خلال ثلاث ساعات فقط، فور تضرر الشبكة وسقوط الأبراج ليبدأ بعد ذلك استدعاء المهندسين والفنيين المتخصصين في إنشاء أبراج الطوارئ إلى المواقع المتضررة، وتشكيل فرق عمل ودراسة الحلول الخاصة بكيفية التغلب على تضرر المواقع وتعبيد الطرق وانتقال المهندسين والفنيين من موقع لآخر، لسرعة تركيب الأبراج ودعم موثوقية الشبكة الكهربائية خلال وقت قياسي. سقوط ثلاثة أبراج جهد 132ك. ف. وخروج محطتي النماص الشمالية والنماص الجنوبية التابعة شكل تحدياً للكفاءات الوطنية الشابة، خاصة وأن الشركة تملك فريق عمل وإدارات ذات خبرة كبيرة تُمكّنها من التعاون الوثيق في مثل تلك الظروف الصعبة، حيث قامت إدارة العمليات والتحكم ممثلة في مركز التحكم الإقليمي بالجنوبية بدور كبير في هذا الإنجاز، وأنه فور خروج خطوط النقل بذلت جهود مضنية لإعادة الخطوط إلى الخدمة مرة أخرى توفيراً للوقت وسرعة إعادة الخدمة الكهربائية إلى المواقع المتضررة. سرعة تصرف فريق عمل مركز التحكم الإقليمي بالمنطقة الجنوبية، والتنسيق المستمر مع مركز تحكم التوزيع ببيشة للبدء في نقل كامل أحمال محطة شمال النماص عن طريق شبكات التوزيع، مما قلل فترة الانقطاع، بالإضافة إلى التنسيق الدائم مع الجهات المعنية وموافاتهم بالإنذارات والاشارات، ومتابعة أحمال الخطوط والدوائر لمنع خروج أي منها. يذكر أن فرق الطوارئ والصيانة لا تزال تُرابط في مواقع أخرى متضررة بالقرب من المواقع التي تم معالجتها بهدف إصلاح الأعطال الناتجة عن سقوط برجين آخرين، في الوقت نفسه بكفاءة تلك الفرق واحترافيتها وقدرتها على التغلب على الظروف الجوية السيئة لتقديم خدمة كهربائية ذات موثوقية عالية ملتزمة بأعلى معايير الأمن والسلامة. جدير بالذكر أن فريق من المهندسين والفنيين السعوديين بالشركة الوطنية لنقل الكهرباء نجح في تنفيذ مشاريع وصلات ونهايات كابلات الجهد الفائق (380 ك.ف.) الخاص بنقل الطاقة الكهربائية، وهي من المهام الصعبة والدقيقة في مجال الطاقة الكهربائية والتي لا يعمل بها سوى نخبة قليلة ومميزة على مستوى العالم، خاصة وأنها تتطلب دقة ومهارة عاليتين مع توفير جو عمل خاص ومعزول عن مؤثرات الطقس الخارجية.