لا يختلف اثنان على أهمية المعلم ودوره في العملية التعليمية والتربوية، ومهما اختلفت الظروف أو تبدلت إلا أنه يبقى للمعلم دور كبير ومؤثر على مسيرة الأجيال، فقد كان للمعلم في السابق هيبة ووقار تسبق حضوره، فكان يفرض احترامه ومحبته في قلوب طلابه بالقدوة الحسنة، حيث كان المعلم هو الأب الثاني للطالب في تعليمه وتربيته وحرصه، مما ساهم في تخريج جيل ناجح موقر لفضل معلميه. وعلى النقيض مما نعيشه الآن من غياب لهيبة المعلم، فمن المسؤول –يا ترى– عن ضياع هيبة المعلم! وهل تبدلت مكانته مع تقدم الزمن! أم أن وزارة التعليم لم تنصف معلميها بالقدوة الحسنة (فمن أمن العقوبة أساء الأدب). هذا هو الواقع الحقيقي لطلابنا. فمعلمو اليوم لديهم تحفظ على ما يدور داخل أروقة الفصول من قلة احترام للمعلمين واستهتار بهم حتى وصل إلى الاعتداء عليهم، وأصبح المعلم يتحاشى ذلك خوفا من إدارته المدرسية أو أن ترفع للوزارة أو توثق عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تصعد الحالات الفردية كظاهرة تعمم على الجميع بلا استثناء، ومن هنا يفقد المعلم دوره التربوي، وهيبته أمام طلابه التي طالما قطعت الوزارة شعرة معاوية بهدر هيبة معلميها. لذا، يجب على الوزارة إعادة هيبة معلميها المفقودة وإنصافهم، وذلك بوضع منظومة قيم وممارسات تربوية توفر الحد الأدنى من الاحترام لهذه المهنة والتي تبدأ أولا من احترام المعلم لذاته، وثانيا باحترام الإدارة التربوية للمعلم، وأخيرا باحترام الطلبة لمربي الأجيال وذلك برفع هيبته في نفوس طلبته بوضع حصانة للمعلم وتشديد العقوبات على من يتطاول على المعلم وإقرار بعض المناهج التي تهتم بتعليم الطلبة آداب طلب العلم واحترام معلميهم، وكذلك يجب تحديد مهام المعلم بشكل دقيق ومحاسبة المقصر والمتهاون وفق أنظمة محددة مسبقا من الوزارة. ختاما: نحن متلهفون إلى قرارات الوزارة التي تريد أن توازي كبريات الدول المتقدمة بمعلميها وطلابها.. لم لا والآمال تلف عنق رجل تحدث عن التعليم وألف فيه ملاك سعود العويفي