أكد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر التزام الشركة بدعم مبادرات التنمية الشاملة والمستدامة وتنويع موارد الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أن المقومات التي تتميز بها منطقة الأحساء كفيلة بأن تجعل منها نموذجًا للتنمية الاقتصادية في المملكة. واعتبر الناصر، في كلمة له اليوم الأربعاء أثناء افتتاح منتدى الأحساء للاستثمار 2016، الذي تشارك فيه أرامكو السعودية كراعٍ استراتيجي، أن الأحساء تعد من بين أكثر المناطق الغنية بالزيت والغاز في العالم، لاسيما وهي تحتضن بين جنباتها حقل الغوار، وهو أكبر حقل للنفط التقليدي في العالم، الذي أنتج بوفرة على مدى نحو 70 سنة، وسيظل ينتج للأجيال المقبلة بإذن الله. وقال الناصر: "إن أعمال الشركة وخططها للمنطقة لا تقتصر على هذا الحقل العملاق، فقد أثمرت جهودنا للبحث والتنقيب عن اكتشاف كميات كبيرة من الغاز الصخري في حوض الجافورة القريب من الأحساء، وهي كميات واعدة جداً، وذات جدوى اقتصادية لاحتوائها على نسبة كبيرة من السوائل. وما زالت أعمال تقييم الاحتياطيات مستمرة، ونأمل أن يكون لذلك الاكتشاف آثار إيجابية من فتح فرص استثمارية كثيرة، وتوليد وظائف نوعية". وأشار الناصر إلى أن مقومات الاستثمار في الأحساء تضم إلى جانب قطاع الزيت والغاز، قطاع الصناعات والخدمات المساندة لقطاع الطاقة، وقطاع الزراعة، وقطاع السياحة. لافتاً إلى أن الاستثمار في هذه القطاعات من شأنه إضافة القيمة، وتعزيز التكامل والتنوع في الموارد الاقتصادية. وأضاف: "من أجل تطوير قطاع الصناعات والخدمات المساندة لقطاع الطاقة، شرعت أرامكو السعودية في تنفيذ عدة مبادرات في هذا المجال كان أولها البدء في إنشاء مجمع للصناعات البحرية في رأس الخير، كما أسست برنامج (اكتفاء) والذي تم إطلاقه، برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، في نهاية العام الماضي، لتعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد. وستدعم هذه المبادرة، بإذن الله، أهداف السعودة وزيادة نسبة المحتوى المحلي إلى 70٪ بحلول العام 2021". وحول مشروع إنشاء مدينة الطاقة الصناعية على الساحل الشرقي بين حاضرة الدماموالأحساء، التي سبق أن أعلن عنها معالي وزير البترول والثروة المعدنية في منتدى الأحساء الثالث للاستثمار؛ أكد المهندس أمين الناصر أن هذه المبادرة تحظى باهتمام ومازالت في مرحلة التطوير والدراسات. وفي حين أشار الناصر إلى وجود فرصةٍ سانحةٍ في الأحساء لنقل قطاع الزراعة من مرحلة إنتاج المواد الخام كالمحاصيل الزراعية، والمنتجات الحيوانية، والصناعات البسيطة، كتعليب التمور، إلى مرحلة التوسع في الصناعات الغذائية التحويلية، نبّه في الوقت ذاته إلى أهمية زيادة الاستثمار في الأبحاث والتطوير، مع الأخذ في الاعتبار ما تتطلبه الصناعات الغذائية التحويلية في القطاع الزراعي من تقنيات آلية ورقمية متطورة، ورأس مال بشري ذي كفاءة عالية. وأشار إلى أهمية مبدأ توطين إنتاج السلع والخدمات التي نستهلكها، وإضافة قيمة للموارد التي ننتجها. وتطرق رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر ، إلى قطاع السياحة في الأحساء، وأوضح في كلمته التي حملت عنوان "الأحساء.. طاقة استثمارية"، أن الأحساء تملك إمكانات تؤهلها لتكون قطبا سياحيا بارزا في المملكة والخليج، وذلك بتطوير إرثها الطبيعي والحضاري ومواكبة مستوى التطور الذي تشهده الدول الخليجية الجاذبة للسائح السعودي، إضافة إلى الاستثمار النوعي في بنية تحتية متطورة، وتنمية مجموعة كبيرة ومتنوعة من المرافق الخدمية، ووسائل الترفيه المناسبة والبرامج الجذابة. ودعا المهندس أمين الناصر إلى تعاون القطاعين العام والخاص لبناء قدرات وطنية لتأسيس أعمال وصناعات وخدمات تقوم على أفكار مبتكرة وخيال خلاق، من أجل توليد عوائد أعلى بكثير من الصناعات والأعمال التقليدية، مشيراً إلى أن التغيرات المتسارعة والتحديات التي يمر بها الاقتصاد العالمي واستراتيجية التحول الوطني تجعلنا ننظر بشكل أعمق في مكامن القوة لدينا. وأضاف، "إذا نظرنا إلى مكامن القوة في الأحساء، وهي القطاعات ذات المزايا النسبية وتشمل إنتاج الزيت والغاز، والصناعات والخدمات المساندة للطاقة، والزراعة، والسياحة، وزاوجنا هذه القطاعات بمحركات النمو في القرن ال21 وهي المعرفة، والابتكار، والتقنية، وريادة الأعمال نجد أن هذه المنطقة كفيلة بأن تصبح بإذن الله في صدارة المشهد الاقتصادي".